باكستانيون ويمنيون وسوريون: تطعيم مجاني لأبناء المقيمين في «المحروسة»
أحمد حجازى
حبه للأزهر الشريف دفعه لترك بلده «باكستان» منذ 4 سنوات للدراسة فى مصر بكلية الشريعة والقانون، شعبة الشريعة الإسلامية، استقر هنا واندمج بين المصريين، ويزور أهله من حين إلى آخر كلما أتيحت له الفرصة، حتى باغتته جائحة كورونا فى مطلع 2020.
فى مارس من العام الماضى، أغلقت مطارات دول العالم أبوابها، ومنها مصر، وتوقفت حركة الطيران، وحرم الشاب الباكستانى من زيارة أهله، وتعطلت الدراسة بعد أن أغلقت الجامعات والمدارس أبوابها هى الأخرى، وما كان منه إلا الالتزام بالإجراءات الاحترازية، خوفاً من أن يصيبه المرض فى غربة عن أهله: «قضيت طوال فترة الحظر بمصر ملتزماً بالوقاية، ومفيش خروج من البيت، ولا اختلاط بالناس، والحمد لله انفرجت الأزمة وعاد الطيران، وقررت أزور أهلى»، يروى الشاب الباكستانى تجربته فى مصر خلال فترة الجائحة.
عاد الطالب الباكستانى إلى أرض مصر مرة أخرى بعد زيارة سريعة لأسرته، وحينها كان اللقاح متاحاً للجميع، بعد أن أعلنت «الصحة المصرية» الرابط المخصّص للتقديم على تلقى اللقاح.
فى مركز التونسى للتطعيم بحى الخليفة بمنطقة مصر القديمة، تلقى «معين» الجرعة الأولى من اللقاح فى 16 مايو الماضى: «أخدت لقاح سينوفارم الصينى، وبمجرد ما سجلت بياناتى على موقع الصحة حصلت على موعد التطعيم»، وانتهى من تلقى الجرعة الثانية فى السادس من يونيو الحالى.
«معين الدين»: تعب اللقاح أهون من الإصابة في الغربة
أعراض جانبية شعر بها الشاب الباكستانى بعد تلقيه اللقاح: «ألم فى الجسم وسخونة بسيطة» سرعان ما زالت بعد اليوم التالى، يصف التجربة الأولى من نوعها بالنسبة له بـ«الضرورية»، حيث يعيش مغترباً هنا دون عائلته، ويخشى الإصابة بالفيروس وحيداً: «تعب اللقاح أهون من الإصابة بالفيروس، وطالما أنه متاح مجاناً لكل الناس لازم الكل ياخده»، حسب وصفه.
فى صباح اليوم الأول من أبريل الماضى، وفى أحد مراكز التطعيم بمدينة السادس من أكتوبر، جلس الشاب السورى أحمد حجازى، بصحبة عدد من أصدقائه المصريين فى انتظار الدور لتلقى الجرعة الأولى من لقاح كورونا حسبما جاءته رسالة عبر هاتفه المحمول تخبره بالموعد، «رُحت وكان معايا صحابى المصريين، ومافاتش ساعتين وجه دورى فى التطعيم»، انتهى الشاب السورى من تلقى الجرعة الأولى من لقاح سينوفارم الصينى بسهولة، دون تعقيد فى الإجراءات، ودون تفرقة بين مصرى وجنسية أخرى، حسب وصفه: «التعامل كان سهل جداً، ماكانش فيه فرق بين سورى أو مصرى».
«أحمد»: اللقاح للكل
على غير المعتاد، لم يعانِ «حجازى»، الذى يقيم فى مصر منذ 6 سنوات، من أى أعراض جانبية عقب تلقيه الجرعة الأولى والثانية التى جاءت فى الثانى والعشرين من أبريل نفسه، إلا أنه اعتبر تجربة تلقيه اللقاح ضرورية فى ظرف الوباء: «اللقاح متاح للكل مجاناً، ما فيه فرق بين مصرى أو سورى أو يمنى، يعنى ما فيه داعى لعدم أخذ اللقاح علشان نعدّى من الأزمة»، يقول بلهجته السورية.
«وهيب»: سأحصل على الجرعة الثانية الشهر المقبل
على عكس السابقين، كان لقاح «أسترازينيكا» من نصيب الشاب اليمنى المقيم بمصر، وهيب عبدالدائم، وفى 19 أبريل الماضى، حصل على الجرعة الأولى داخل مركز تطعيمات مستشفى المنيرة العام بالسيدة زينب، ومن المقرر حصوله على الجرعة الثانية فى يوليو المقبل: «نظراً لأن مناعتى مش قوية كان ضرورى أخذ لقاح كورونا»، يقول فى بداية حديثه لـ«الوطن».
«التعامل كان كويس جداً، وكل حاجة مشيت بسهولة»، يروى الشاب اليمنى المقيم فى مصر منذ ديسمبر عام 2015 تجربته مع تلقى لقاح كورونا فى مصر، حيث استقر هنا من أجل استكمال دراسته حتى يحين موعد عودته إلى عائلته المستقرة فى اليمن من جديد، يرى فى ذلك وسيلة لحمايته من المرض، مما قد يزيد العبء النفسى الواقع عليه، نظراً لظروف بعده عن بلده الأم: «الحمد لله إنه متوفر لينا اللقاح ومجاناً».