«مهمة في جيش الإمام».. رواية تكشف حقيقة الصراعات الطائفية في المنطقة
مهمة في جيش الإمام
من وحي الصراعات القائمة في منطقة الشرق الأوسط، رصدت الرواية «مهمة في جيش الإمام»، للكاتب الصحفي سيد حسين، والمترجمة للإنجليزية، سبل استغلال العوام في الصراعات الطائفية من خلال غسل عقولهم ودفعهم إلى حمل السلاح تنفيذا لأجندات خارجية لا تخدم استقرار الأوطان في المنطقة العربية والإسلامية، حيث كشف خبايا الصراع الطائفي في العراق من خلال تناول قصة واقعية لأحد الشباب المتطوعين في فصائل الحشد الشعبي بداية من دوافع التطوع وانتهاء باكتشاف العديد من الحقائق بشأن الصراعات المسلحة على الأراضي العراقية وفي الدول العربية بصفة عامة.
في بداية الرواية، رصد الكاتب لقائه بأحد قادة الفصائل في أثناء زيارته للعراق أواخر 2014 قائلاً: «بين فوهات المدافع الثقيلة، وقفت منجذباً نحو هذا الشيخ المعمم، يحمل سلاحه الثقيل على كتفه، معلناً الجهاد، يبتسم محدقاً بعينيه الثاقبتين في عمق الصحراء عله يرمق هدفاً، لم يثنه تأهبه للقتال عن الحديث حول جهاده في العراق.. عن جولاته العسكرية ضد الأمريكان، تتسلل الدموع إلى عينيه حينما يتذكر مشهد رحيل رفيقه بطلقة غادرة، كان يشهق شاخصًا عينيه وكأنه يتابع روحه صاعدة من رمل المعركة إلى سماء الله الطاهرة».
وتناول العمل في بدايته وصفاً دقيقاً لحياة بطل الرواية الذي كان يعاني من مشاكل فكرية ونفسية حيث كتب الكاتب على لسان البطل: «حين وصلت إلى مشارف العشرين، كان الفراغ الفكري يقتلني في كل لحظة، ألهث وراء قناعات بديلة لموروثات صِدامية، تركت العقل فريسة لصراع الأفكار، دون انتصار لفكرة على الأخرى، قصدت المساجد، فشدتني دروس الروحانيات بين أوقات الصلاة، ورغم متعة قصص الأثر، فإنه يذهب بالمتلقي إلى متاهات الألم الغيبية، عبر الترهيب.. صوروا الرحمن الرحيم، وكأنه خلق البشر ليعذبهم، رغم أن اليقين الديني يؤكّد رحمة الله عز وجل الذي هو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد وأرحم به من والديه، حينها تأكّدت أن المنهج قد يكون سبباً في سقم النفوس، فهناك فرق بين حب الله والرعب من عذابه، منحت العقل برهة من الراحة، وعدت بعدها للبحث والتنقيب في كتب الصوفية، أفتش عن مسالك الزهد والحب، ورغم ثراء موروث التيار الصوفي وروحانياته المفعمة بالرقي والسمو، إلا أن تراثه عزلني عن الكون بأثره، ما يتناقض مع مبادئ عمارة الأرض والسعي في مناكبها وفق ما أمرنا به الخالق».
وجاء في الرواية: «لم أجد فكراً يحتويني، بحثت كثيراً حتى أرهق العقل، فرحت بالعلم وأفكاره الجريئة، قرأت الكتب ومع مرور الأيام، فوجئت بتطرف الأفكار، وجدت نماذج تحترم العقل، ولا تحترم خالقه، فصارت بيني وبينه قطيعة، حتى عشقت سيرة آل بيت النبي فصرت على مسلكهم مسلمًا غير متمذهب، وفي النهاية دُفعت إليها دفعًا، فلم يكن هناك خيار سوى السير وسط الجموع».
وخلص العمل إلى أنَّ الصراعات الطائفية في الدول العربية والإسلامية بصفة عامة تديرها قوى مستفيدة من استمرار تلك الصراعات على كل الأصعدة، وعلى رأسها الصعيد الديني والاقتصادي والسياسي، مستلهما من بطل الرواية سبل تحصين العقل العربي ضد الأفكار المتطرفة الداعية إلى الانخراط في استخدام العنف لتغيير الواقع حتى وإن لم يكن سيئاً.