حافظ للقرآن وموظف بالمعاش يتحول لـ«مُشرد» في كفر الشيخ: «عشان متجوزش»
صورة أرشيفية
«حي على الصلاة.. حي على الفلاح».. ينادي الناس للصلاة، يحث المصلين على مساواة الصفوف، يتقدم لإمامتهم، تنتهي الصلاة، ويمكث المصلون قليلًا، يلقي «عمنا الشيخ»، خطبة عن تكريم الإسلام للكبار وحث الغير على معاملتهم برفق، فيقول: يصل الإنسان إلى مرحلة الضعف والشيخوخة، وفي هذه المرحلة تتراجع قواه وينحسر عطاؤه ونشاطه، يتوقف عن الكثير من الأعمال والحركة، حتى يعود محتاجًا مرة أخرى إلى المساعدة والعون والعطف والرحمة.
رجل مسن، يجلس في أحد شوارع دسوق محافظة كفر الشيخ، يقرب منه بعض المارة، محاولين إيقاظه، ويُردد وهو نائم كلمات تحث على احترام الكبير، بصوت يقطعه البكاء، غلبت عليه عزة النفس والكرامة، فبعدما كان شيخًا يحفظ أبناء القرية القرآن الكريم، وله قيمته العلمية، أصبح مشردًا بالشوارع.
اقترب من الرجل أعضاء حملة كفر الشيخ بلا مشردين، بتوجيهات اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، وبإشراف الدكتورة إيمان عبدالحميد، مدير إدارة شؤون المجتمع بالديوان، وفريق إغاثة المحافظة «ميادة مصطفى، محمود أبو الحسن، سامح النويشي، خالد أبو الحسن، ومحمد نجيب»، وتمكنوا من نقله لإحدى الدور بالمنصورة.
يبلغ المسن، 84 عامًا، يتخذ من شوارع مدينة دسوق مسكنًا له، وتبين أنه موظف على المعاش وخرج على الدرجة الثانية، وكان يؤم المصلين ويحفظ أبناء المنطقة التي يقطن بها بمنزله، ونظرا لعدم زواجه، استولى أبناء أشقائه على منزله، وأخرجوه منه بحسب أقوال أصحاب المحلات التي ينام بجوارها، والمعلومات التي توفرت لدى الفريق من خلال جمعها بمعرفتهم، كما تبين أنهم استولوا على معاشه الشهري.
يتميز الرجل المسن بلسان رطب بذكر الله، ودائم قراءة القرآن الكريم، وفق رواية شهود العيان وأهالي أحد الأحياء بمدينة دسوق، معبرين عن شكرهم للواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ؛ لنقله لدار الإيواء ليقضي باقي حياته هناك.
وقال أحمد السماحي، المتحدث الرسمي لمحافظة كفر الشيخ، إن اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ ، يولي اهتماما بحملة كفر الشيخ بلاد مشردين؛ لمنع تواجد من ليس لهم مأوى بالشوارع؛ لتوفير حياة كريمة لهم في دار إيواء مناسبة لضمان حياة مستقرة.