في الطريق إلى دار «بسمة»..عجوز تقضى 40 عاما مشردة بجوار صناديق القمامة
شادية .. 40 عاما وسط الزبالة
لم تجد سوى بطانية مهترئة سترا لها كغطاء، وأخرى ممزقة تفترشها، لتقاوم برد الشتاء، طوال مدة استمرت ما يقرب من 40 عاما عاشتها "شادية" وسط القمامة.
لقصتها بداية، تقول «طردها أخوتها من المنزل، ثم قضت سنوات كانت تأوى فيها إلى مكان مهجور بعيدا عن عيون المارة، حيث لا يسترها فيه من الملابس سوى البطانية التى تتخفي فيها، وفتات الطعام التى كانت تجمعه من القمامة».
«شادية» التى تبلغ من العمر الأن 70 عاماً، لم تجد سوى الشارع مستقرا لها، بعدما نصب عليها أخوتها واستغلوا أميتها وجهلها بالقراءة والكتابة، وجعلوها تبصم على تنازل عن نصيبها فى منزل والدها، لتذهب إلى الشارع وتبقى فيه 40 عاماَ، حتى آوتها دار بسمة لإيواء المشردين بمحافظة الشرقية.
عن حكاية شادية، يقول المستشار ايهاب جودة رئيس مجلس ادارة بسمة لإيواء المشردين، إنها ظلت 10 سنوات في مكان مهجور بدون ملابس تماماً، غير قادرة على الوقوف على قدميها، حتى تم انقاذها من قبل فريق بسمة، لتتغير حياتها عما كانت.
ويؤكد جودة لـ"الوطن"، أنه عقب تلقى بلاغ بوجود هذه السيدة، بلا مأوى فى مكان مهجور تم التحرك على الفور، وتوقيع الكشف الطبى عليها، للتأكد من خلوها من أى مرض، بإجراء التحاليل الطبية اللازمة لها، وتأهيليها، ومساعدتها على العودة لتندمج في المجتمع مرة آخرى.
والدها كان يضربها دائما بعد وفاة والدتها
تروى شادية، كيف كانت فترة طفولة عادية كأى فتاة فى منزل أهلها، وتقول: «لم أذهب إلي المدرسة، ولم أتعلم، كنت أساعد والدتى فى المنزل حتى توفيت، وعاملنى والدى بقسوة بعدها، وكان دائمما يضربني».
لم تجد شادية من يحنو عليها ولا حتى أخوتها، الذين جعلوها تبصم على كل ممتلكاتها ونصيبها فى الميراث، لتبقى بعدها شريدة وسط القمامة لا تتحرك من مكانها مما أدى إلى إصابتها بضمور فى العضلات، إلى جانب التعرض لكل أنواع الضرب والاعتداءات فى الشارع من قبل المراهقين، ولم تكن تقو عليه ، حتى تم احتضانها بدار بسمة.