عالم أزهري: الإسلام لا يعرف الدولة الدينية.. ومفهوم أهل الذمة ليس إلهيا
الدكتور إبراهيم رضا
أكّد الدكتور إبراهيم رضا، أحد علماء الأزهر الشريف، أنَّ الدولة في الإسلام مدنية لا دينية ولم يعرفها الإسلام منذ أقام النبي محمد (صل الله عليه وسلم) الدولة في المدينة المنورة.
وأوضح «رضا» خلال استضافته مع الإعلامية هند النعساني مقدمة برنامج «صباح البلد» المذاع على قناة صدى البلد اليوم الجمعة، أنَّ الدولة لها مفهومين في التاريخ، دينية ثيوقراطية- لم تكن في الإسلام أبدا- وهي نتاج يوناني قديم تقوم على حكم رجال الدين، مؤكدا أن هذا المفهوم لا يوجد في الإسلام.
وأشار إلى أنَّ دولة النبي محمد (صل الله عليه وسلم) كانت دولة مدنية تقوم على الاحتكام إلى الناس والواقع، مضيفًا أنَّ الدولة الدينية تقوم على إقصاء المختلف وطرده ونبذه.
ولفت العالم الأزهري، إلى عدة علامات على مدنية الدولة في الإسلام، موضحًا أنَّها تقوم على التنوع والتعددية والمشاركة المجتمعية، متابعًا «الرسول لما هاجر للمدينة وجد 3 بطون لليهود، بني قينقاع وبني النضير وبني قريزة، ولم يطردهم بل أتى بما يسمى بوثيقة المدينة».
واستكمل: «لما يجي حد ويقولك أصل أنا سلفي أو إخواني، والدستور بدعة وكل بدعة ضلالة لأنّه مش فاهم، وفكرة الأصوات العنجهية أصحابها غير دارسين أو فاهمين، وهؤلاء بيزايدوا علينا وممكن تضيع بلدان بسبب هؤلاء الأقزام».
وواصل: «قبول النبي للآخر لكي يتعايش معه، انتج لنا وثيقة المدينة، لنا ما لهم وعلينا ما عليه من حقوق وواجبات، والاحتكام للدولة المدنية بنحتكم لمفهوم أننا جميعا مواطنون لا ذميون، زمان كان مفهوم أهل الذمة حاجة صعبة، وهو وضع بشري، بمعنى بعرض على فلان مختلف معي في العقيدة لو تعرضت البلد في خطر لقدر الله هتقف معايا في الجبهة وتحارب وتدافع».
واختتم العالم الأزهري حديثه بقوله: «في عهد النبي كانوا بيرفضوا الحرب ومن هنا بقى اسمه عقد الذمة، أي أنه ملزم كمواطن إننا أدافع عنك في مقابل تدفع ما يسمى بالجزية، وهذا المعنى ينطبق حاليا فهارب من الخدمة العسكرية يحاكم والقاضي يحكم ضده بمبلغ معين».