الطب محفوف بالمشاعر، والخوف من المجهول يوقظ الغافل، ذلك ما تجلى في نفس الطبيب «إياد درويش» خلال فترة جائحة كورونا، يهرول في المستشفى نهارًا لإنقاذ مرضاه من شبح وباء مجهول لا يعرفون منه سوى اسمه «كورونا»، وينزوي ليلًا في أحد الأركان يؤلّف كتابات جديدة ويُخرج مارد مشاعره وقلقه من جوفه على أوراق كُتب لها أن تتوج بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021، ينافس كبار الكتاب والشعراء في الحدث الثقافي السنوي الأكبر من نوعه.
الدكتور إياد طبيب مولع بالقراءة والتأليف والروايات
بين زملاء الطفولة والمراهقة، عُرف الطبيب الأربعيني إياد درويش، بارتباطه الروحي بالقراءة والتأليف، يترك لخياله العنان فيبدع في وصف ما يجول بصدره، انقلبت مجريات الأمور في نهايات 2019 بمرض والدته، ترك العمل وكل شيء من أجل رعايتها وحينها بات القلم رفيقه في ليالي السهر، كلما خلدت إلى نومها همّ هو بالكتابة والتأليف، «في بداية تعب أمي اعتذرت عن منصبي كمدير لإدارة المستشفيات في الشرقية، وفي الفترة دي استكملت الرواية الأولى ليا بعنوان منزل إبليس، وبدأت في كتابة روايتي التانية بعنوان الحب الملعون»، يقول الطبيب الشرقاوي في بداية حديثه لـ«الوطن».
في يناير من عام 2020، عاد الطبيب الشرقاوي إلى مهام عمله التي اعتذر عنها مدة أربعة أشهر لرعاية والدته المريضة، وحين اشتدت أزمة وباء كورونا وارتفعت أعداد الإصابات أرجأ -مؤقتًا- الكتابة والتأليف، كان يخرج في الثامنة صباحا من كل يوم ولايعود إلا وقد اقتربت عقارب الساعة من الثانية عشرة منتصف الليل، يتفقد مستشفيات العزل في المحافظة، للتأكد من التزام الجميع بإجراءات الوقاية، «كنت بنام وأنا ماسك الموبايل بإيد وجهاز اللاسلكي بالإيد التانية، ومكنش في وقت للكتابة أو التأليف في الموجة الأولى من الوباء»، بحسب وصفه.
لم ينج الطبيب الأربعيني رغم نصائحه التي يمليها على العاملين في القطاع الطبي ليلًا ونهارًا من الإصابة بفيروس كورونا خلال الموجة الأولى من الوباء، سقط فريسة له في يوليو من العام الماضي، وعادت أيام السهر داخل العزل من جديد، ولكن تلك المرة كمريض وليس طبيب، «اتحجزت في مستشفى العزل صدر الزقازيق فترة للعلاج»، يتلقى جرعات الدواء في موعدها ولم يجد متنفسًا يداوي آلامه قليلًا إلا بالكتابة.
أول 50 صفحة من رواية الحب المعلون مكتوبة على سرير العزل
«كتبت أول 50 صفحة من رواية الحب الملعون وأنا حرارتي 39 في العزل»، يروي الطبيب الشرقاوي كيف كانت الرواية التي يشارك بها في معرض الكتاب في دورته الحالية شاهدة على رحلة علاجه وتعافيه من فيروس كورونا، حتى إذا تعافى من الفيروس أتم كتابتها وخرجت إلى النور في الدورة الحالية للمعرض.
إلى جانب رواية الحب الملعون، يشارك الطبيب إياد درويش في معرض الكتاب بروايتين آخريين في معرض الكتاب باسم «مدينة الملائكة»، وهي رواية تدور في إطار ملحمي فانتازيا، عن ردود فعل البشر جراء علمهم اليقيني بتاريخ وفاتهم، والأخرى باسم «أسفل سافلين»، بحسب قوله.
تعليقات الفيسبوك