بملابسهم الزرقاء وأغطية الرأس البرتقالية، تجدهم حولك فى كل مكان بمعرض الكتاب، على أهبة الاستعداد لرفع المخلفات من الأجنحة وتنظيف الأتربة، يؤدون عملهم فى صمت ودأب ودون أدنى ضجر فى كل أنحاء معرض الكتاب، إنهم عمال النظافة، الجنود المجهولون فى المعرض، الذين لا يسهل تمييز بعضهم عن بعض، ربما لتشابه الزى والمهمة.
عشرات من الرجال والنساء، بعضهم يدفع أمامه سلة قمامة كبيرة، والبعض الآخر يحمل المكنسة والجاروف لإنجاز العمل، الذى يبدأ فى السابعة صباحاً ويستمر حتى السابعة مساء، وعلى الرغم من اختتام فعاليات الدورة الـ52 من معرض القاهرة الدولى للكتاب أمس الخميس، فإن عمال النظافة يواصلون عملهم إلى اليوم الجمعة لتنظيف قاعات وساحة المعرض، بعد رفع الكتب وتوقف الزائرين، إذ يضم المعرض 4 قاعات، بإجمالى مساحة 40 ألف متر مربع.
«الوطن» التقت بمجموعة من هؤلاء العمال لتحيتهم أولاً على الجهد الذى بذلوه، والاستماع لهم عن مهامهم وواقعهم، وكان من بينهم عزة ضيف، وقالت: «إحنا 10 بنات فى القاعة الواحدة، بنتحرك كل اتنين مع بعض، حد يكنس والتانى يغيّر أكياس الزبالة فى الأجنحة، وبدأنا شغلنا قبل المعرض بيومين خلال التجهيز للمعرض، وكمان سمعنا الإرشادات اللى هنشتغل على أساسها، وهنكمّل شغلنا بدون إجازة، لحد يوم الجمعة بعد انتهاء المعرض بيوم».
أسماء على شاركت أيضاً فى مهمة النظافة، حيث تمر على أجنحة العارضين وترفع القمامة على الفور: «بنشتغل بالمكنسة ونخلى المكان زى الفل، بعدها بنغيّر شنط سلات القمامة الموجودة داخل كل جناح على مدار 12 ساعة، ودى أول مرة أشتغل فى المعرض بس هاجى المرة الجاية تانى»، موضحة أن صعوبة الشغل تتمثل فى: «بنروح الصبح بدرى وبنمشى 7 بالليل».
يتقاضون 130 جنيهاً يومياً ومهمتهم مستمرة لليوم بعد انتهاء فعاليات «القاهرة للكتاب»
وتحدثت إحدى العاملات، والتى فضّلت عدم ذكر اسمها، عن أنها تأتى من الأقاليم، خصيصاً للعمل لمدة أسبوعين فى المعرض: «شغلانة كويسة وفلوسها بالنسبة لى كويسة على بعضها، بناخد 150 جنيه فى اليوم، ويتخصم منها 20 جنيه مواصلات للعربية اللى بتجيبنا وترجّّعنا من أماكنا»، مشيرة إلى أنها تنتظر العمل فى المعرض كل عام.
وعن «البقشيش» قالت: «اللى باع من العارضين بيكون مبسوط ويدينا بقشيش كويس، واللى ماباعش كويس لأى سبب بيدينا بقشيش قليل، والحمد لله إن البنات شغلها فى الصالات المكيفة».
محمد طارق، 20 سنة، أحد العاملين الذين تم توزيعهم خارج الصالات بساحة المعرض، يرى أن صعوبة مهمته تنصب على العمل تحت أشعة الشمس: «نبدأ شغلنا الساعة 7 الصبح، والضلة بتيجى علينا الساعة 6 مساء، يكون الواحد حاسس إنه اتحرق من الحرارة».
تعليقات الفيسبوك