«نفسي بعد ما أموت ألاقي حد فاكرني وبيدعي لي».. لم يمر أكثر من 60 يومًا على المنشور الذي كتبه أحمد سمير، 22 عامًا، على صفحته بموقع «فيسبوك»، حتى تعرض لحادث سير أثناء سفره لقضاء إجازة العيد مع أصدقائه، أسفر عن وفاة ثلاثة هو منهم، والباقي في المستشفى.
وقع الحادث أمس الأول، والأصدقاء الخمسة من مدينة إدكو بمحافظة البحيرة، وذهبوا لقضاء إجازة عيد الأضحى في مدينة رشيد، وأثناء السفر انقلبت بهم السيارة، ولقى 3 منهم مصرعهم، وهم: «أحمد سمير، محمد أحمد، محمود عصام»، وصديقهم الرابع عبد الله محمد يصارع الموت، أما الناجي الوحيد ياسر فتحي، فيعاني من كدمات بسيطة.
كريم بشير، صديقهم السادس، الذي تخلف عن الذهاب معهم نظرًا لإنشغاله بأمور أخرى، يحكي لـ«الوطن»، أنه تعرض لصدمة عندما تلقى اتصال هاتفي من أحد الأشخاص، يخبره بتعرض أصدقاؤه جميعًا لحادث سير، وذهبوا إلى مستشفى إدكو العام، مضيفًا: «لما روحت كان محمد مات، وأحمد فضل يحضني أنا وصحابه كتير ويقولي هنقوم منها، ومحمود كذلك قعد يحضن فينا، بس ماتوا بعدها».
مشهد تقشعر له الأبدان عاشه «كريم»، الذي فقد معظم أصدقائه بعد 18 عامًا قضاها معهم في مختلف المراحل الدراسية، فهم أصدقاء منذ مرحلة الطفولة.
قبل أيام من رحلة الموت التي ذهب إليها الأصدقاء، عرضوا على «كريم» أن يأتي معهم، ولكن مشاغل الحياة منعته، وقبل الحادث بأسبوع، كان آخر لقاء بينهم على المقهى، إذ أخذوا يتبادلون «النكات» ولعب «الدومينو»، وسط كلمات الوداع التي خرجت من أفواههم بالصدفة، وبحسب «كريم»: «كان بيتقال كلام حلو كتير في القعدة مش متعودين عليه، وعمالين نقول ربنا يخلينا لبعض كأننا حاسين إننا مش هنشوف بعض تاني، وأكتر حد كان حاسس بالموت هو أحمد».
تعليقات الفيسبوك