صحفية تونسية ترصد أوضاع بلادها: منعطف تاريخي.. والبعض يحرض على العنف
همامي: الصحفي في تونس حريص على مصلحة البلاد خلال تلك الأحداث
الصحفية التونسية نجوى الهمامي
«شاء الله وشاءت الأقدار وشاء التاريخ في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بذكرى إعلان الجمهورية، أن نتخذ جملة من التدابير الاستثنائية التي يقتضيها الوضع في تونس، تلاحظون دون شك أن عديد المناطق العمومية تتهاوى، وهناك عمليات حرق ونهب، وهناك من يستعد الآن لدفع الأموال في بعض الأحياء للاقتتال الداخلي»، هكذا خرج الرئيس التونسي قيس سعيد، على شعبه، مساء أمس، في بيان أعلن فيه تغييرات جديدة في الحكومة بحل البرلمان وإقالة الحكومة، كما قرر رفع الحصانة عن كل أعضاء البرلمان، وتجميد كل سلطات مجلس النواب، وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه.
الحركة الجديدة كانت متوقعة
منعطف تاريخي تشهده تونس في الوقت الحالي، اعتبرته الصحفية والإذاعية التونسية نجوى الهمامي، أمرا متوقعا منذ البداية، وما زاد الطين بلة استبلاه السياسيين وخاصة نواب البرلمان للشعب، إلى جانب مطالبة أنصار «النهضة» وقادتها بتعويضات في وقت تغرق فيه البلاد في مستنقع الفقر والوباء، بحسب وصفها في بداية حديثها لـ«الوطن»، مؤكدة رفض الشعب التونسي لحياة التفقير والقمع وصورة تونس التي اهتزت في كل العالم والتي تسبب فيها نواب البرلمان الذين غلبوا مصلحتهم الشخصية وانتماءهم الحزبي على مصلحة الوطن.
الصحفي التونسي يلتزم موقف الحياد
وعن دور الإعلام والصحافة التونسية في نقل الوضع الراهن، أكدت الصحفية التونسية، أنها وكل العاملين بالمؤسسات الإعلامية ينقلون بكل دقة وحذر وموضوعية كل الأخبار والتحركات المجتمعية ولا يغفلون المطالب الشعبية والتطرق إليها من الجانب الحقوقي، «في الأخير الصحفي ملزم بالوقوف في منطقة الحياد ولو كان نسبيا، نعم الصحفي مواطن ويتأثر بما يدور حوله لكن هنا يجب أن يكون للإعلام دور مهم في تفسير ما يحصل بعيدا عن الشخصنة والشيطنة وتوقع سيناريهات الرعب وإثارة البلبلة»، بحسب تعبيرها.
المصلحة الوطنية أهم في نقل الأخبار للمواطن في تونس
وتابعت الهمامي بقولها إن المصلحة الوطنية قبل كل شيء، فبعض الأطراف يرعبون الشعب بسيناريو «رابعة 2» وآخرون يتوعودون بحمام دم وغيرهم يتبوؤن مكانة المحرض للطرفين لهدف بث العنف و البلبلة، وهنا على الجميع التفطن والتمعن جيدا في سيكولوجية الشعب التونسي فهو لم يعد يستطيع الصمت ومن جهة أخرى يرفض الزج بتونس في «مربع رابعة».
تونس دخلت مرحلة جديدة من التاريخ
واعتبرت الصحفية التونسية أن البلاد دخلت مرحلة جديدة من تاريخها، والفشل السياسي والاقتصادي هو ما يبرر خروج فئات مجتمعية تعبر صباحا عن غضبها من المنظومة الفاشلة، ومساء تعبر عن فرحها بسقوط «النهضة» كما قرأت الجماهير قرارات الرئيس، مشيرة إلى أن تحتاج إلى خارطة واضحة للخروج من بوتقة تفقير الشعب وتلاعب أعضاء البرلمان بالشعب.