توسع سعودي في افتتاح صالات السينما.. وناقد فني: ستُنعش السوق المصرية
الناقد الفني طارق الشناوي
تعيش السعودية انتعاشة فنية كبيرة، بعد ارتفاع عدد شاشات العرض السينمائية إلى 385 شاشة، خلال ثلاث سنوات فقط، منذ افتتاح أول دار سينما في المملكة عام 2018، وهو ما اعتبره الناقد الفني طارق الشناوي مصدر انتعاشة قوية للسينما المصرية.
دار السينما الأولى في السعودية افتتحت في 18 أبريل 2018، وكان أول عرض سينمائي هو فيلم «بلاك بانثر»، فيما أصبحت المملكة تملك الآن 39 صالة سينما تضم 385 شاشة عرض.
شركات تشغيل جديدة
وبحسب مسؤول سعودي، فإنَّ تشغيل دور السينما في المملكة يتم عن طريق خمسة مشغلين، مع تغطية ثماني مناطق، إضافة إلى دخول أربع شركات أخرى حاصلة على الترخيص، لديها مشروعات تحت الإنشاء.
ويقول المدير التنفيذي لقطاع دعم التنفيذ المكلف لقطاع التسويق والتواصل في مركز برنامج جودة الحياة خالد بن عبدالله البكر، إنَّه سيتم افتتاح 22 دور عرض جديدة حتى نهاية عام 2021.
السعودية على طريق التنوير
الناقد الفني طارق الشناوي تحدَّث لـ«الوطن» عن دلالة هذه الانتعاشة الفنية السعودية، وتأثيرها على السوق الفنية المصرية، قائلًا إن هذا التطور يعني أنَّ المملكة تسير في طريق التنوير والثقافة، وبخاصة أنَّ السينما أكثر مصنف فني له علاقة حميمة بالجمهور الذي يُقدَّر بالملايين حول العالم، موضحًا أنَّ المملكة لديها طموحًا للوصول بإنشاء آلاف دور العرض في مختلف المناطق.
وأوضح أنَّ التوسع السعودي في افتتاح شاشات العرض السينمائية يواكب الاستعداد لمهرجان البحر الأحمر الدولي المقرر افتتاحه في نوفمبر المقبل في جدة، وعقّب: «السعودية ليس بها صناعة سينما إلى الآن، ومن المتوقع أن يكون لديها صناعة في المستقبل».
انتعاشة لصناعة السينما المصرية
وأضاف: «هذا التطور السعودي ينعش صناعة السينما في مصر، وهذا راجع إلى أن السينما السعودية نافذة وتهم المصريين وتهم صناعة السينما في مصر أيضا.. فأكثر من 50% من الأعمال الفنية التي ستعرض على الشاشات السعودية سيكون بها مصريون، سواء أفلام مصرية خالصة أو أعمال بها مشاركة مصرية سعودية، وبعضها بتمويل مصري أو تمويل مصري سعودي».
وكلما انتعشت السعودية فنيًّا – يرى الشناوي – سيكون الأمر إيجابيًّا على مصر، داعيًّا للوضع في الاعتبار أنَّ الرقابة السعودية أصبحت متفتحة ولم تعد تعمل بالمعايير القديمة مع الفيلم المصري.
قوة شراء مصرية في السعودية
ورأى الناقد، أنَّ عدد دور السينما في السعودية يؤكد أنّ طموح المملكة قوي، وتابع: «هذا الأمر ستكون له ظلال مصرية، فالجمهور السعودي فنان ومتذوق للفنون المصرية سواء الأفلام والأغاني، إضافة إلى أنَّ هناك جالية مصرية تقدر بالملايين تقيم وتعمل بالسعودية، وهؤلاء ثقافتهم مصرية ويُشكِّلون قوة شرائية للمصنف، وهو ما يجعل الوجود المصري قويًّا، والسينما المصرية سيكون لها رواج بالمملكة».
واعتبر الشناوي أنَّ مصر لديها صناعة سينما لكن مشكلتها تكمن في دور العرض البالغة 500 شاشة فقط، مشيرًا إلى أنَّ هذا الرقم من الممكن أن يكون حافزًا لعودة افتتاح دور العرض المصرية ودور العرض، خاصة أن مصر لديها صناعة سينما عمرها 100 سنة.