على مدى 16 عامًا، اعتبرها كمنزله الثاني الذي أخلص به في عمله لتوفير الحماية والنظافة للأطفال، رغم كبر سنه الذي يجعله يتحرك ببطء وضعف شديد، حتى فقد بصره تمامًا، ليوجه استغاثة عاجلة لعلاجه وإنقاذه، كونه المسؤول الوحيد لأسرته المكونة من 9 أفراد.
السوداني يفقد بصره في أثناء تنظيف المدرسة: الدنيا ضلمت
أبو النجا السوداني، عامل خدمات في كوم البعيرات الإعدادي بنين، بالأقصر، قبل حوالي أسبوعين، كان يمارس عمله بشكل طبيعي من تنظيف وتطهير المعمل، ضمن الإجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، وفي أثناء فتحه لعبوة ضخمة من الكلور انفجرت بوجهه، لينقطع النور عن عينيه تمامًا.
بعد أن كان ينعم الرجل الخمسيني برؤية عادية، بات بالكاد قادرا على الشعور بالضوء، ليسود الظلام الدامس بعينيه، ليشعر بأنَّه سقط في بئر عميق من الخوف والقلق تجاه أسرته وأبنائه السبعة الصغار الذين يتولى رعايتهم بمفرده.
تنقل السوداني، 57 عامًا، بين نحو 10 أطباء عيون في الأقصر والقاهرة، تحت رعاية جامعة الأزهر، التي حرصت على توفير الخدمة الطبية له، لتتضارب تحليلات الأطباء عن أسباب حالته لعلاجها، قائلا: «منهم اللي قال شريان مقفول، وحد يقول تجلطات على عصب العين، وكل واحد بيقول حاجة، وأنا في كل ده مش قادر أشوف رغم أني مفتح عيني».
يحاول الأب الخمسيني بالكاد محاولة السير في المنزل الذي أصبح يسيطر عليه الحزن والخوف بعد أن كانت تتعالى منه الضحكات والأمان، ليوجه استغاثة عاجلة لوزيرة الصحة لأجل مساعدته ودعم أسرته، قائلا: «كل اللى طالبه من الدنيا أنى أرجع أشوف تاني، أنا اللي بشيل البيت لوحدي ومن غيري خايف يتبهدلوا ويضيعوا».
تعليقات الفيسبوك