«من وحي كورونا».. فنان تونسي يعبر بريشته عن أحداث تونس: لقاح ضد الفساد
كاريكاتير رشيد الرحموني
بأنامله تنساب الريشة في طلاقة لترسم حكاية من الواقع وعنه، يعبر بكلمات محدودة طريفة وساخرة عن وضع صعب أو حالة يريد الشعب تغييرها، صورة واحدة من رسومات المبدع «رشيد الرحموني» تعبر عن مئات الكلمات وتختزل عشرات الخطابات، ترك بصمته في هذا المجال وتصدرت أعماله كثير من الأحداث السياسية في تونس حتى بات جزءًا أصيلا من كل حدث.
أزمة كورونا تسيطر على كاريكاتيرات «الرحموني» ليعكس أحداث تونس
تكفي صورة واحدة من رسومات رسام الكاريكاتير التونسي رشيد الرحموني لتنقل الوضع في بلاده، لم يلبث الرئيس التونس «قيس سعيد» أن أعلن القرارات الأخيرة بشأن تجميد عمل البرلمان وحل الحكومة التونسية التي يسيطر عليها تنظيم حركة النهضة التابعة لتنظيم جماعة الإخوان حتى أمسك ريشته وترك لخياله العنان في التعبير عن دعمه لإرادة الشعب الذي عانى كثيرا من حياة التفقير والقمع وصورة تونس التي اهتزت في كل العالم وتسبب فيها نواب البرلمان الذين غلبوا مصلحتهم الشخصية وانتماءهم الحزبي على مصلحة الوطن.
«أنا دائما حريص على التعبير بحرية عن بلادي ووضعها دون خوف، وعبرت بريشتي عن أحداث تونس الأخيرة وأيضا أحداث لبنان وفلسطين والعراق وغيرها من الأحداث العربية»، يقول الفنان التونسي في بداية حديثه لـ«الوطن».
بعد قرار قيس سعيد.. الشعب خرج للشارع
«بعد قرار سعيد.. الشعب خرج للشارع وكورونا بس تهج»، رسمة كاريكاتير عبر بها «الرحموني» في جريدة الشروق التونسية عن قرار الرئيس التونسي الأخير تجاه البرلمان والحكومة التونسية، يعكس فيه تأييد الشعب لقرارات «سعيد» ورغبة الشعب في تطهير البلاد من عناصر الإخوان إعلاءً لمصلحة الوطن.
وفي رسمة أخرى، عكس الفنان التونسي حالة الشارع التونسي الآن بعد القرارات الرئاسية الأخيرة، إلى جانب وضع الوباء الحالي المتعلق بفيروس كورونا، وظهر الرئيس التونسي في الرسمية وكأنه يعطي تونس، التي عبر عنها بسيدة على فراش المرض، لقاحا مضادا للوقاية من الفساد المستشري في البلاد بفعل أعضاء البرلمان ورجال الحكومة المنحلة.
تجسيد أحداث 2011 في تونس
لم يكتف «الرحموني» الذي وضع على عاتقه الدفاع عن قضية وطنه منذ الثمانينات من القرن الماضي، بمسايرة الوقائع ورصدها بل امتلك شجاعة وجرأة تكفي ليصدح بقضايا الفقراء، «منذ ثورة 2011 التحقت بجريدة الشروق التونسية كرسام كاريكاتوري سياسي داخلي واجتماعي سياسي دون ملل أو كلل من قضية بلادي»، ودشن بعدها معرضه بشأن الثورة التونسية وقتها عكس فيها كل ما عاشه على أرض الواقع وسط الثوار، «الكاريكاتير فن لمصلحة الوطن أولا»، بحسب قوله.