معالجة نفسية تقدم نصائح للتعامل مع إدمان الأطفال لألعاب الموبايل
الدكتورة وفاء شلبي
انتشرت في الآونة الأخيرة الهواتف الذكية والأجهزة التي تتيح عددًا كبيرًا من ألعاب الموبايل التي تجذب الأطفال، فيقبلون عليها بشكل مبالغ فيه يصل إلى حد ما يمكن وصفه بـ«الإدمان التكنولوجي»، فكيف يمكن الوقاية من السقوط فريسة لهذا النوع من الإدمان، وما النصائح المقدمة لمن وقعوا فيه بالفعل؟
الدكتورة وفاء شلبي المعالجة النفسية، ترى أن جزءًا من مشكلة إدمان ألعاب الانترنت يكمن فى ترك الأهل لأطفالهم للعب لكي ينشغلوا عنهم «يعني الأهل بيريحوا دماغهم من الزن» ، أو أن الأطفال ليس لهم حياة خاصة، منوهة إلى أن الأطفال يجب أن يكون لهم حياة خاصة مثل الكبار، ونصحت الأهل بعدم استسهال ترك أولادهم لهذه الألعاب التي تعرضهم للضرر.
وأضافت في تصريحات لـ«الوطن»: «هناك كثير من الأطفال تتأخر في الكلام بسبب إدمان الألعاب، وأفلام الكارتون، بشكل أكبر من التفاعل مع الحياة الطبيعية، وبعض الأطفال تكون لغتهم كارتونية فهو الموضوع الوحيد المسيطر على عقله يؤثر على الذهن وبالتالي الكلام، مما يضطرنا للجوء إلى أخصائي تخاطب لعلاج تأخر الكلام، هذه الألعاب تسبب مشكلات ذهنية تؤدي إلى التأخر في الكلام».
وتابعت وفاء شلبي: «لو لم يكن للأطفال حياة حقيقية أو حياة مفيدة واهتمامات أو هوايات في الواقع، فهم أكثر عرضة لممارسة أى شيء يؤدي إلى الإدمان ومنها إدمان ألعاب الموبايل والإنترنت والكارتون، وهو ما يحدث للصغار والكبار،، لذلك نحن في حاجة إلى تغيير اهتماماتنا (الأطفال والكبار)، على أن يتم ذلك بالتدريج، لكن أحذر من التغيير الحاد من البداية حتى لا يأتي بنتيجة عكسية».
وعن الحلول، قالت شلبي: «علينا خلق اهتمامات مختلفة وحياة أخرى خارج الإنترنت وألعاب الموبايل، وممارسة هوايات وألعاب رياضية، تدفعه لتكوين علاقات مع أناس حقيقيين في الواقع والتحدث معهم، إلى أن تجذبه الحياة الواقعية أكثر من الألعاب الافتراضية تدريجيا، ويصير تعامله مع الألعاب معدوما».
وذكرت: «بالنسبة للأطفال لا بد من وجود رقابة وحوار بين الأهل والأولاد، لكي يتحدثوا إلينا ويعبروا عن شكواهم من أي شيء، أو أي موضوع ينغص عليهم حتى لا يكونوا عرضة للاكتئاب خاصة أن الألعاب في كثير من الأحيان تكون هروبًا سواء من المذاكرة أو من أي موضوع يضايقهم».
وتابع: «لذلك من الأفضل أن يتم تقنين هذه المسألة من البداية وقبل تفاقم آثارها، فمن الضروري أن يكون من البداية أن يقوم بعمل صحي ومفيد وأن يكون طوال الوقت تحت مراقبة الأهل، مع خلق الحوار طوال الوقت».