حقيقة الفيديو المتداول للحظة اقتحام طالبان القصر الرئاسي في كابول
طالبان في منزل دستم
في خطأ فادح وقعت فيه المواقع الإخبارية والقنوات التليفزيونية، عقب سيطرة حركة طالبان الأفغانية المسلحة على أفغانستان، وتحديدا العاصمة كابول، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو زعم ناشروه، أنه لعناصر الحركة الأفغانية المسلحة بعد اقتحامهم القصر الرئاسي بكابول.
مقطع الفيديو منشور قبل يومين من اقتحام العاصمة الأفغانية كابول
واتضح أن هذا الادعاء غير صحيح ولا يمت للحقيقة بصلة، فمقطع الفيديو المنشور قبل يومين من اقتحام القصر على أنه للسيطرة على مقر إقامة أمير الحرب السابق في أفغانستان عبد الرشيد دستم في مدينة مزار شريف التي سيطرت عليها حركة طالبان الأفغانية المسلحة.
وأظهر مقطع الفيديو، عشرات الأشخاص بملابس تقليدية في منزل فخم يحتوي على أثاث فاخر، منهم من يأكل ومنهم من يجلس على أريكة باهظة الثمن وآخرون يتجولون داخل القصر، وجاء في النص المرافق لمقطع الفيديو «حركة طالبان من داخل قصر الرئاسة في كابول».
وانتشر مقطع الفيديو مساء 15 أغسطس مع إقرار الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي فر إلى خارج أفغانستان، بأن «حركة طالبان انتصرت»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية «أ ف ب».
أعلن الرئيس الأفغاني أنه فر من بلاده لتفادي "إراقة الدماء" وأقر بأن "طالبان انتصرت". وأبدى أشرف غني الذي لم يحدد مكانه ثقته بأن "عددا كبيرا من المواطنين كانوا سيقتلون وأن #كابول كانت ستدمر" لو بقي في #أفغانستان مضيفا "انتصرت طالبان وهي مسؤولة عن شرف الحفاظ على بلادها".#فرانس_برس pic.twitter.com/AlKGur7d1O
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) August 15, 2021
وعقب تقطيع مقطع الفيديو إلى مشاهد ثابتة أرشد البحث إلى المقطع نفسه منشورا على مواقع التواصل الاجتماعي على أنه يظهر اقتحام عناصر حركة طالبان الأفغانية قصر أمير الحرب السابق والنائب السابق للرئيس الأفغاني عبد الرشيد دستم في مدينة مزار شريف الأفغانية.
أمير الحرب عبد الرشيد دستم فر إلى أوزبكستان
ولكن أعادت مواقع إخبارية وقنوات فضائية عديدة نشره إلى جانب مشاهد ملتقطة من زوايا أخرى للمكان نفسه، حيث لجأ دستم، الذي قاد إلى جانب الحاكم السابق لولاية بلخ، عطا محمد نور، قوات المقاومة المحلية لحركة طالبان في المدينة، إلى أوزبكستان المجاورة حسبما أفاد مصدر مقرب من نور، مشيرا إلى أن قواتهما انسحبت على بُعد 60 كيلو مترا من المدينة الأفغانية.