أم جنة وأبنائها وأبناء شقيقتها ونجل شقيقة زوجتها
في منطقة حدائق القبة بالقاهرة، تسكن «أم جنة» بـ8 أولاد، 3 أنجبتهم، و5 تكفّلت برعايتهم، لا تهتم لما يُنفق في سبيل إطعامهم وتعليمهم وتوفير حياة كريمة لهم، كل همّها أن تحيا هي وزوجها وأبنائها الـ8 في حب وسلام، دون حاجة لأحد ودون «فُرّقة»، رافعة شعار «الرزق على ربنا، لا عليا ولا على أي حد».
قبل 21 عاما، تزوّجت سلوى عبدالقادر، أو «أم جنة»، أو «جنّتي» كما يحب أن يناديها أبنائها وأبناء شقيقتها وشقيقة زوجها، وتعرضت لحمل خارج الرحم لم يكتمل في بداية زواجها، وبعدها رُزقت بابنتها الكبرى «جنة»: «الحمل الأول عملّي مشاكل صحية، بعدها خلفت جنة، وبعد جنة ربنا كرمني بولادي محمد وأحمد في نفس السنة تقريبا، حاولت أخلف تاني لأني بحب الولاد وكان نفسي في ولد، بس حصلي حمل خارج الرحم تاني، وده منع إن يحصلي أي حمل في المستقبل».
رُزقت «أم جنة» بطفل رابع لم تنجبه منذ 7 سنوات، بعد وفاة شقيقة زوجها فجأة، تقول لـ«الوطن»: «أخت زوجي اتوفت فجأة، كانت مطّلقة واتجوزت تاني قبل وفاتها، وكان عندها من جوزها الأولاني ولد اسمه أحمد عايش معاها في الصعيد، لما اتوفت حاولنا ناخد الولد لكن جوز والدته رفض وقال إنّه هيربيه زي ابنه، كان متجوز والولد كان صغير ومتحمّلش العيشة مع مرات أب، كانت بتعامله زي ما بنشوف في السينما، مرات أب بتكره ولاد جوزها».
بعد عامين، ترك الولد مدرسته ومنزل والده، وبدأ تدخين السجائر حسب ما قالت «أم جنة»: «كان هيضيّع مستقبله، وقتها اتدخلنا أنا وجوزي واتفقنا نجيبه يعيش وسط ولادنا ونربيه زي ما بنربيهم، أخدته وقدرت أرجعه المدرسة تاني وهو دلوقتي في الثانوية».
لم تتوقف حكايات «أم جنة» مع التكفل بالأطفال عند هذا الحد، لكن وفاة شقيقتها بعد شهرين من اكتشاف إصابتها بالسرطان قبل نحو 7 أشهر، أضاف إلى منزلها 4 أبناء جدد «3 فتيات وولد»، تكفّلت برعايتهم خاصة أنّ والدهم «كفيف»: «مكانش ينفع نسيبهم على معاش أبوهم، دول 3 بنات وولدين ومحتاجين رعاية خاصة، البنت الكبيرة في ثانوية عامة، والحمد لله شقتهم جنبي، وأنا اللي مسؤولة عنهم، هما زي ولادي وبنقسّم اللقمة وكل حاجة سوا، والرزق على ربنا مش عليّ ولا على حد».
لم تفرّق «أم جنة» بين أولادها وابن شقيقة زوجها وأبناء شقيقتها، فجميعهم كما تقول «ولادي»: «عمري ما قولت ولادي أولى بفلوس جوزي، عشان فلوس جوزي دي من عند ربنا، هو تاجر وأرزقي يبيع أدوات تجميل وحاجات من دي، ومينفعشي أطمع في فلوس جوزي عشان ولادي بس، ويمكن أصلا ربنا بيرزقنا عشانهم، البيت لما بيكون فيه أطفال ربنا بيبعت الرزق، والرزق اللي بيجيلنا مش جاي لعيالي لوحدها، ده جاي للعيال كلها».
تحلم أم الـ4 أولاد والـ4 بنات، بأن تعلّم أبنائها وتجعلهم نافعين لأنفسهم ومن حولهم: «نفسي أجوز البنات وأسترهم، عشان لما أروح لأختي عند ربنا أقولها متقلقيش على بناتك متستّرين في بيوت أجوازهم».
ولمساعدة زوجها على تحمّل أعباء المعيشة، أسست «أم جنة» قناة على يوتيوب، تقدم عليها وصفات مختلفة، مستعينة في ذلك بمهارتها في إعداد الطعام: «أختي التانية شجعتني، وأرباح القناة إن شاء الله هجهز بيها بناتي الأربعة، وهساعد بيها جوزي في مصاريف تعليم أولادنا ورزقهم على ربنا».
تعليقات الفيسبوك