المخرج طارق الميرغني.. مبدع الأفلام القصيرة الذي انتصر عليه المرض
المخرج الراحل طارق الميرغني
مشروعات كثيرة لأفلام قصيرة وتسجيلية وأمنيات أكبر لتنفيذها في أقرب وقت، لكن المرض قال كلمته وسكن الجسد الذي لم يكف يومًا عن الحركة رغم آلام المرض، حتى قررت الروح أن تهدئ من روعها وتذهب لخالقها، ويترك المخرج طارق المرغني أحلامه التي طالما حلّق بها في عنان خياله، ويرحل بهدوء عن عمر 66 عامًا، لتعيش زوجته التي جمعتها معه عِشرة 39 عامًا من الحب والزواج على أطلال من ذكريات الحياة والفن.
تزوج طارق الميرغني من ابنة عمه لمدة 39 عاما ولم يرزقا بالأبناء
الدكتورة سامية الميرغني، زوجة المخرج طارق المرغني، الذي توفى أمس ووراى جثمانه الثرى بمسقط رأسه بمحافظة المنيا، قررت التواجد مع أهل القرية لاستقبال عزاء الأقارب والمحبين تمسكًا منها بالعادات والتقاليد المتبعة في مثل هذه الحالات.
طارق الميرغني أصيب بعدة جلطات والتهاب رئوي أودى بحياته
وعن سبب وفاة المخرج طارق الميرغني، قالت زوجته في تصريحات لـ«الوطن»، كان مدخنًا شرهًا في شبابه، وأثرت عليه في الكِبر رغم توقفه عنها، وأصيب في الفترة الأخيرة من حياته بعدد من الجلطات التي أثرّت سلبًا على حركته، وفي شهر أغسطس الماضي أصيب بجلطة أخرى، ولكن بعد خروجه من المستشفى فوجئنا بإصابته بالتهاب رئوي، وعاد للمستشفى منذ 10 أيام، وكان هناك شك بإصابته بفيروس كورونا، ولكن التحاليل أثبت سلبية العينة.
المخرج طارق الميرغني، ولد عام 1955، وتخرج في معهد السينما عام 1981، وهو ابن شقيق الفنان ضياء الميرغني، والكاتب الصحفي رجائي الميرغني، وقدم عددًا كبيرًا من الأفلام التسجيلية والقصيرة، وعمل مساعدًا للإخراج لعدد كبير من المخرجين أبرزهم شادي عبدالسلام، محمد خان، عاطف الطيب، علي بدرخان.
قصة حب كبيرة منذ الصغر جمعت بين المخرج طارق الميرغني وزوجته والتي حكّت عن هذه الفترة بقولها: أنا وطارق ولاد عم من الأساس، يعني قصة حب من زمان، 39 سنة زواج وتفاهم واحترام، ومواجهة الحياة بكل مافيها من صعاب.
رفض الاتجاه للتمثيل والإخراج السينمائي حبًا في الأفلام القصيرة
واستطردت بقولها: طارق الميرغني، كان مخرجًا مميزًا في مجال إخراج الأفلام القصيرة والروائية، وعمل بالمركز القومي للسينما، وقدم عددًا كبيرًا من الأفلام التسجيلية، وفيلمه الأول «منيا شرق» حصل على جائزة سعد نديم، وأفلام أخرى منها «الكلب الأبيض»، و«البطيخة القصيرة»، و«ملح الجبل»، و«هنري أمين» عاشق الآثار الإسلامية، حصل على كثير من الجوائز والتكريمات في حياته، ودرع نقابة المهن السينمائية.
وأضافت سامية الميرغني، «طارق كان محبًا للسينما التسجيلية والقصيرة، كان يشعر مع تقديمه هذه الأعمال بالتميز، ورفض استكمال مسيرته في عالم الإخراج السينمائي والتأليف بالرغم من أن المخرج علي بدرخان قاله إنت سيناريست شاطر، لكن عشقه للأفلام القصيرة جعلته لا يرى غيرها».
وعن عدم اتجاهه للتمثيل أسوة بـ«عمه» الفنان ضياء الميرغني، قالت «طارق الميرغني شارك بمشاهد في فيلم البرئ، ورغم حصوله على إشادات بأن شكله لطيف أمام الكاميرا، لكن رفض دخول مجال التمثيل، كان مستكفيًا بالأفلام التسجيلية والقصيرة، وكان يملك مشاريع وسيناريوهات كتيرة لم تكتمل بسبب مرضه، ولم يعد قادرًا على التركيز ولا الحركة، وأصبح زاهدًا في حياته حتى الرمق الأخير».