لا إنجابية أو أنتينيتلزم (بالإنجليزية: Antinatalism) هى توجه فلسفى يعطى قيمة سلبية للقدوم للحياة أو الولادة فى المحتوى العربى، عادة يتم الخلط بين العقم واللاإنجابية، حيث إن العقم هو حالة طبيعية خارجة عن إرادة الشخص، وكذلك يخلط مع التبتل أو التعفف، التى تعنى عدم ممارسة الجنس، لكن اللاإنجابية تعنى رفض إحضار مواليد جدد للحياة بإرادتك، هناك العديد من الكتابات والرسائل والمصادر فى هذا المجال منذ القِدم، أهمها ما كُتب على قبر أبى العلاء المعرى «هذا ما جناه على أبى وما جنيت على أحد».
من المنظور الدينى، فى تعاليم بوذا خلال 400 قبل الميلاد، التى ترجمها هارى سينج جور (1870 - 1949) كما يلى: الرجل يحضر الأطفال مسبباً لهم وله التقدم فى السن والشيخوخة والموت، فلو فكر لوهلة وأدرك حجم المعاناة التى سيزيدها بتصرفه لكان قد امتنع عن الإنجاب وبذلك يوقف دورة الشيخوخة والموت.
موضة اللاإنجاب ضد الفطرة!
لا إنجابيات يتحدثن عن أسباب رفضهن للأمومة.. حين تخالف النساء الصورة العامة والفطرية للمرأة:
«هناك العديد من الأسباب تمنعنى من أن أكون أُماً حتى لو عشت فى بلد أوروبى به كل مقومات الحياة».
وتقول إحدى السيدات: «سأكون أنانية إن أنجبت طفلاً برىئاً ليخوض كل هذا الألم»، وتقول سيدة أخرى: «فرض الحياة على الأطفال مقامرة»، وتقول إحداهن: «رغم ضغوطات الأهل والتدخل الكبير فى مسألة الإنجاب لم ولن ننجب، سأزيل الرحم حين أرتبط بالشخص المناسب، يمكننى أن أشعر بالأمومة تجاه حيوان أو قريب أو صديق، الأمر ليس بهذا التعقيد».
قوام الخلق ونواة الخلق (فرد) ومعه مؤنِسه، ومعهما غريزة البقاء بما تشملها من متع وينتج عنها تكاثر، لم يقل أى دين صراحة وبنص إنه لا بد أن ينتج عن التزاوج تناسل أو إنه أحد شروط الزواج مثلاً.
إذاً ارتباط الزواج بالأبناء وبالأسرة قد يكون نمطاً اجتماعياً تم خلقه ليتناسب وتنظيم المجتمع حالياً للحفاظ على أسسه المادية والقانونية. أوَلَيست فكرة الأسرة وبناء الأسرة هى سبب تأخر سن التزاوج بين الإناث والذكور حتى يصبحوا قادرين على هذه الأسرة بما تفرضه متطلبات كل طبقة اجتماعية؟
أوَلَيست فكرة الأسرة هى ما سبب إحجام الشباب فى طبقات معينة عن التكاثر؟
نمط الأسرة فى المجتمعات (الشرقية) هو نمط غاية فى التعقيد، ربما لأنه مرتبط بمفاهيم القبلية القديمة التى بنيت عليها هذه المجتمعات.
إذا لم يدعُ الدين لتكوين أسرة، كما تقول، إذاً لماذا جعل الله العلاقة بين الرجل والمرأة فى إطار الزواج فقط؟
ولماذا حرص الدين على عدم اختلاط الأنساب بالتبنى أو بالعلاقات خارج الزواج؟
ولماذا فرض الدين العدة على المرأة المطلقة أو التى مات زوجها؟ ولماذا وضع الله سبحانه وتعالى قواعد شرعية للميراث وأعطى الأولوية فى الميراث للأبناء ثم الآباء والأمهات ثم الأخوات؟ وهكذا، كل هذه الأسئلة لها جواب واحد هو الحفاظ على كيان الأسرة.