عبدالقدوس ووالدته
بعد 72 سنة من ألم الفراق، تمكنت وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا «فيس بوك» من إنهاء رحلة بحث طويلة، لتجمع شمل رجل من بنجلاديش، في الثمانينيات من عمره، ووالدته البالغة من العمر 100 عاما.
عبد القدوس منسي، 82 سنة، المولود في عام 1939، في براهمانباريا، التي تقع في المنطقة الحدودية الشرقية في بنجلاديش، وهو في سن العاشرة، أُرسل ليعيش مع عمه، لكنه واجه مآسيا عديدة أجبرته على الهرب، ومنذ ذلك الوقت فقد الاتصال بعائلته.
هروب عبدالقدوس، أدى به في النهاية إلى أن تبنته شقيقتان في مدينة راجشاهي، الغربية في بلاد البنغال، ليعيش بعيدا عن أمه وعائلته بنحو 350 كيلو مترا لمدة 72 سنة، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وفي شهر أبريل الماضي، نشر رجل أعمال، تربطه علاقة صداقة بـ«منسي»، عبر موقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيسبوك»، يناشد فيه الناس بالمساعدة في العثور على والديه.
ولم يتذكر عبد القدوس منسي، أي شيء عن عقده الأول، إلا اسم والديه وقريته فقط، وبعد عدة شهور، وتحديدا خلال الشهر الجاري، اكتشف قريب بعيد لـ«منسي» منشور الـ«فيسبوك»، ليتواصل معه قريبه، ويبلغه أن والدته، المدعوة «مونجولا نيسا»، التي يعتقد أنها في أواخر التسعينيات من عمرها، لا تزال على قيد الحياة.
عبد القدوس، الذي أنجب 8 أبناء، 3 ذكور و5 إناث، سافر من مدينة «راجشاهي الغربية»، لإنهاء عقود طويلة من الاشتياق، ولم شمله أخيرًا مع والدته، التي تعرفت عليه من خلال علامة على يده، وكذلك شقيقته.
ويقول عبد القدوس، لوكالة الأنباء الفرنسية: «أمي كبيرة في السن ولا يمكنها التحدث بشكل صحيح، ظلت تبكي بعد رؤيتي وتمسك بيدي، وأخبرتها أن ابنك قد عاد ولا داعي للقلق بشأن أي شيء من الآن».
ويصف شفيق الإسلام، ابن شقيق عبد القدوس لحظة اللقاء قائلا: «أمسك كل منهما بيد الآخر، وبكى لفترة طويلة أثناء اللحظة الأولى التي جمعتهما، ومئات القرويين تجمعوا لمشاهدة هذا المشهد الرائع والدموع في عيونهم».
تعليقات الفيسبوك