أيمن عماد
«مكنتش بلحق أفرح بأولادي، بيجيلهم أعراض برد وسخونية، وأفتكر أنّه دور برد زي ما بيجي لكل العيال لكن كانوا بيموتوا مني»، بهذه الكلمات بدأ أبٌ لا حيلة له إلا الاستغاثة لإنقاذ ما تبقى من أولاده الثلاثة بعد وفاة 4 أبناء لم يترك له الزمن مجرد مهلة للفرح بهم؛ بسبب مرض مناعي نادر وهو اضطراب في الجهاز المناع يدخل في جوف الأسرة، فأصاب أفرادها واحدًا تلو الآخر، وفي كل مرة ينزل الخبر على رب الأسرة كالصاعقة، يمتص ابتلاءه بنفس راضية، أحد أبنائه الباقون مصاب بالمرض نفسه، ولا يقدر على تحمل تكاليف علاجه.
فور انتشار قصة أسرة عماد موسى، ومرض أولاده، بعد أن طرق كثيرًا من الأبواب لإنقاذ أبنائه، استجاب محافظ بني سويف لحالة ابنه «أيمن»، وتكفل بالعلاج لمدة شهر، قبل أن يقوم طبيب آخر، بتولي الحالة لمدة 8 أشهر؛ ولكن الآن توقف العلاج منذ شهرين؛ بسبب عدم توفره، مما جعل رب الأسرة يستغيث مرة أخرى كي ينصفه أحد بالوقوف بجانبه.
يحكى «موسى» لـ «الوطن»، تفاصيل مأساته، مستغيثا لعلاج ابنه «أيمن»، البالغ من العمر 13 عامًا، موضحًا أن أولاده الـ 4، فقدوا حياتهم قبل أن يبلغوا عامين من عمرهم؛ ولكن طفله الخامس يصارع المرض، مضيفًا: «كل العيال اللي ماتت مكملتش سنتين، وعندي اتنين صحتهم سليمة غير الأربعة اللي ماتوا، لحد ما جالي أيمن الصغير في 6 ابتدائي دلوقتي، من يوم ما اتولد وعنده نفس أعراض إخواته اللي ماتوا، زي السخونية والحمى المستمرة وضيق التنفس».
ثمّن أطباء علاج «أيمن» شهريًا ووصل إلى 14 ألف جنيه، إلا أن صعوبة الأمر تكمن في أنه يحتاج للعلاج بهذه التكلفة لمدى الحياة؛ مما يحمل على أبيه مشقة كبيرة ليبكي الأب مستغيثًا: «المحافظ استجاب لي لمدة شهر، وبعد كده دكتور تاني من أكتوبر تكفّل بالعلاج، بس دلوقتي مش قادر يجيبه لأنه مش متوفر، ويباع في السوق السوداء، وأنا خايف على ابني أنه يروح مني».
تعليقات الفيسبوك