سنوات عديدة عانتها أسرة ساندرا نبيل، 23 سنة، تعيش في حي حدائق القبة بالقاهرة، في رعاية طفلتهم المولودة بضمورٍ في العصب البصري، نتج عنه ضعف شديد في البصر، وفي النهاية فقدت بصرها تماما وهي لا تزال في السنين الأولى من عمرها، إلا أن أسرتها لم تيأس بل واصلت رعايتها حتى تخرجت في كلية اللغات التطبيقية بجامعة UFE الفرنسية قسم الترجمة عام 2021.
حكاية «ساندرا» مع فقدان البصر لسنوات طويلة
«أنا من طبعي بحب أبص لقدام، وأدوَّر على حل لأي مشكلة تواجهني، علشان كدا وهي عندها سنتين ونص دورت على مدارس للمكفوفين، بس معجبتنيش، وفي النهاية دخلتها جمعية «أصدقاء الكفيف» بمصر الجديدة، ودي بتعلم طريقة برايل، وهناك أتعلمت عربي وإنجليزي وفرنساوي قراية وكتابة»، هكذا حكى نبيل جدعون، 57 سنة، والد «ساندرا» ويعمل محامي، في حديثه لـ«الوطن»، أنه بعد أن أتقنت ابنته القراءة والكتابة، ألحقها بمدرسة راهبات باسم «القديسة أنة»، تحت رعاية السير كرستين، التي قبلت الطفلة بعد معاناة من الأسرة في البحث عن مدرسة تقبل ابنتهم.
واصلت «ساندرا» تفوقها، فكانت الأولى على دفعتها في أغلب سنواتها الدراسية، وساعدتها في ذلك والدتها؛ إذ كانت حلقة الوصل بين المدرسة وابنتها في تحويل المحتوى الدراسي لطريقة برايل، وخلال هذه السنوات كانت «ساندرا»، تؤدي امتحاناتها من خلال جهاز الكمبيوتر، بعد أن علَّمها والدها الكتابة من خلاله وهي بالصف الثالث الابتدائي، إلا أنها واجهت مشكلة وهي بالصف الثالث الثانوي، تمثلت في رفض تأدية الطالبة للامتحانات من خلال الجهاز، إلى أن تدخَّل الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وسمح لها باجتياز الامتحانات إلكترونيًا، لتعلن الطالبة عن تفوقها بحصولها على نسبة 92% للقسم الأدبي.
التحقت بعدها «ساندرا» بكلية اللغات التطبيقية جامعة UFE الفرنسية بمدينة الشروق، بعد أن رحَّبت بها إدارة الجامعة، لتواصل الطالبة تفوقها وهي تحصل على المركز الأول وسط طلاب دفعتها، طوال سنوات الدراسة.
بالرغم من هذا التفوق الشديد الذي تمتاز به «ساندرا»، إلا أنها تشعر بالإحباط؛ لعدم حصولها على وظيفة تواصل فيها اجتهادها وتميزها، رغم محاولات البحث الكثيرة، مما دفع والدها لمحاولة إيصال صوته للمسؤولين: «أنا ربيت بنتي على أنها متعتبرش نفسها معاقة، هي طبيعية واللي أنا أقدر أعمله بعينيا هي تقدر تعمله بودانها.. نفسها تشتغل بشكل طبيعي زي أي حد متفوق، بس كل الشركات بتشترط أنها تشتغل مترجمة من البيت، وفعلا جربت وبقالها 3 شهور محدش بعتلها كلمة واحدة تترجمها، فمعتبرينها كأنها مش موجودة، وهي بتتمنى تشتغل بشكل طبيعي في شركة».
تعليقات الفيسبوك