«دنيا» أول طفلة من ذوي القدرات تفوز في مسابقة للفنون القتالية بسيناء
الحكم ومدرب الخصم قبلا رأسها عندما عرفا أنها من الصم
البطلة دنيا هاشم
دنيا محمد أبو هاشم، 14 سنة، من طور سيناء، وهي طالبة في مدرسة الصم وضعاف السمع بطور سيناء، بدأت قصتها من مركز شباب الساحل، حيث طلب الكابتن إبراهيم الصامولي من مدرب الفنون القتالية المختلطة، محمد ممدوح، القيام بعمل نشاط ولو لمدة ربع ساعة لبعض الأولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة، من الصم والبكم.
يقول المدرب محمد ممدوح، إنه لاحظ موهبة الطفلة «دنيا»، عندما كان يقوم بشرح حركة، فقد كانت الطفلة ذكية وسريعة الاستجابة للحركات، ولها طابع معين في التحرك للقتال، وتنبأ لها أنها ستكون بطلة، مضيفا «بالفعل قمت بعمل مواعيد ثابتة لذوي القدرات للتدريب، وهي كانت ملتزمة بالحضور والسؤال عن موعد التمرين، فبدأت بالاهتمام بها أكثر، وشعرت أنها ابنتي، ومن هنا بدأت أشرح الحركات، وأقوم بتمثيل ما أريد شرحه لكي تفهم ما أريد، وهي كانت تفهمني سريعا».
إصرار وتحدي
ويواصل «بدأ الفريق من ذوي الاحتياجات ينقص شيئا فشيئا، ولم يستمر غير دنيا، بدأنا في الصعود في مستوى التمرين بالتدريج وانتقلت البطلة للتمرين مع فرقة الكبار، وبدأ يلمع نجمها وتظهر موهبتها عن أقرانها».
يحكي المدرب واقعة تعرض دنيا لأزمة نفسية بسبب غيابها عن التمرين فترة بسبب الإجازات وجائحة كورونا، حيث يقول «والد دنيا قام بالاتصال بي ويسأل متي العودة للتمرين، لأن ابنته مكتئبة جدا بدون التمرين، عادت وبدأت في القتال مع أقرانها أثناء التدريب في مباريات كثيرة في التمرين، وكنت أشجعها وأتحدث عن براعتها أمام زملائها، حتى أصبحت بطلة من أبطال فريق الكبار والصغار ومصدر إلهامهم».
الفتاة كانت قوية وذكية لدرجة أنها كانت أثناء القتال تطيح بخصومها وتسقطهم أرضا حتى انتشر لها فيديو على «فيس بوك» أثناء التجهيز للبطولة، وهي تتغلب على اثنين من منافسيها في آن واحد.
الحكم فوجئ أنها من الصم
أضاف مدرب البطلة الصغيرة، «عندما حان موعد البطولة، كانت دنيا أول اختياراتي، وبالفعل سافرنا ولعبت مباراة قوية جدا أمام لاعبة أعلى منها في الميزان».
وقال «أثناء الماتش هتف زملاؤها باسمها في حب شديد، ولكن للأسف لم يصل لها هذا الشعور بالدفء، ولم أستطع أن أعطيها تعليمات صوتية خلال المباراة، مثلما يفعل مدرب اللاعبة الخصم لتواجه رهبة الحلبة والجمهور والماتش بمفردها».
وأكمل «لم ترد على الحكم ونظر لها باستهجان، ونادى عليها بصوت مرتفع ولكنها لم تستجب، لأنه لم يكن يعلم أنها من الصم، هنا تدخلت وأخبرته بالحقيقة، فقلت له يا كابتن هي ما بتسمعش، ما تعرفش غير بالإشارة، وهنا يتبدل حال الحكم في لحظة وينظر لها بإعجاب ويكلمها بالإشارة فتتجاوب معه ويشير لها بتكملة القتال».
الجولة الأخيرة
يكمل محمد ممدوح، مدرب الفتاة قائلا «جاءت الجولة الأخيرة لأصعد إلى القفص وألتقط واقي الأسنان من فمها وأحدثها بالإشارة أن هذه الجولة الأخيرة، ويجب أن تضرب أسرع لتحصد المزيد من النقاط أو تطيح بالخصم ليكون لها الغلبة، بالرغم من تسارع أنفاسها وبالرغم من رهبة الموقف، بدأت الجولة الثالثة لتدخل بقوة تضرب من جديد وتضع الخصم في مأزق في كورنر، وانهالت باللكمات وفازت بهذه الجولة باكتساح».
وقال «لم أتمالك نفسي إلا وأنا أجري داخل القفص لاحتضن ابنتي وبطلتي دنيا محمد أبو هاشم، وقام رئيس اللجنة بإعطائي المايك لأفاجئ الحضور بأن البطلة التي شاهدوها تلعب ببراعة وهي صغيرة، هي من ذوي القدرات الخاصة، ليقوم الجمهور مهللا ويعلو التصفيق، ويقبل رأسها الحكم ومدرب الخصم، ويتلقاها الحضور منذ نزولها سلم القفص المرعب للقتال بالسلام والاحتفال.