بـ«3 أرواح»، تلك الجملة التي تنطبق على حياة زياد حمدي، الشاب صاحب الـ24 عامًا، المتعددة أحلامه لـ«3 صنايع»، بداية من دراسته للنظم والمعلومات صباحًا، مرورًا بعمله في محل لبيع وتركيب الستائر بعد الظهر، ختامًا بهوايته وعشقه للتمثيل على خشبة المسرح في الليل، ذلك الثالوث المختلف تمامًا عن بعضه جمعهم الشاب بأحلامه البسيطة أملا في النجاح بهم.
في التاسعة صباحًا، يستيقظ «زياد» داخل غرفته الصغيرة بمنزله في عين شمس، ليبدل ملابسه و«يتشيك» بحسب وصفه، ذاهبًا إلى معهد النظم والمعلومات في عزبة النخل الذي يدرس فيه بالفرقة الرابعة، ينهي محاضراته، ويعود ظهرًا للمنزل لتناول وجبة سريعة، واستبدال الملابس بـ«هدوم الشغل»، وعلى ظهره حقيبه بها شخصيات عديدة لروحه الثالثة المتعلقة بالمسرح.
رحلة «زياد» اليومية من الدراسة للعمل والتمثيل
تعلم «زياد» صناعة تركيب الستائر منذ عامين، بعد أن تعرف على صاحب المحل «سامح»، والذي يدعمه في مختلف أحلامه، بحسب حديث الشاب لـ«الوطن»: «لما بحتاج إجازة علشان بروفات أو عندي عرض مبيعترضش»، خاصة وأنه لا يقصر في عمله: «بشهادة الجميع أنا بياع وصنايعي شاطر»، إذ تعلم سريعًا أسرار الحرفة «البيع، الفك، التركيب، القص والقياس» بجانب التعامل مع الزبائن.
12 ساعة مدة عمل «زياد» في محل الستائر
ومن الثانية عشرة ظهرًا وحتى منتصف الليل، هي مدة عمل الشاب العشريني في محل الستائر، باستثناء يومين يتأخر فيهما قليلا بسبب محاضراته بالمعهد، بينما في أيام البروفات أو العروض بالمسرح، يستأذن «زياد» من صاحب العمل لمدة 3 أو 4 ساعات، ويعود مجددًا للمحل بعد الانتهاء من عرضه، إذ تكون البروفات في الغالب يومين أسبوعيًا لمدة 4 ساعات من السادسة للعاشرة مساءً، ماعدا الأسبوع الكامل للتحضيرات والذي يسبق العروض.
«زياد» بعد رحلته اليومية الطويلة: «مبصدق أشوف السرير»
«في طريقي بعدي على محطات مترو كتير أوي بقيت بتلخبط في عددهم»، بهذه الكلمات عبر «زياد» عن رحلته اليومية التي تبدأ من عين شمس بمنزله مرورًا بمعهد دراسته في عزبة النخل، والعودة مجددًا لمكان المنزل الذي يجاوره بدقائق محل عمله، وبعدها بساعات يُسرع متجهًا لمنطقة وسط البلد بالتحديد شارع عماد الدين بالقرب من العتبة، حيث مكان البروفات للعروض في «نادي إيديال»، تلك الرحلة اليومية التي ترافقه فيها حقيبته على ظهره، وبها ملابس العمل والمسرح، وتنتهي به عائدًا متعبًا لمسكنه: «مبصدق أشوف السرير».
مشاركات «صنايعي الستائر» في المسرح
عروض كثيرة ومختلفة شارك بها «زياد» مع عدد من الفنانين والمخرجين الكبار في المسرح، من بينهم الممثل سيف عبدالرحمن، والمخرجين «سمير الكدواني، محرم السعدني» وطارق يحيى، الذي تعلم آداب المسرح على يده، متمنيًا أن يشارك في يوم ما مع الزعيم عادل إمام، والفنان الكبير يحيى الفخراني، وهو ما يعمل عليه بشدة عازمًا دراسته للتمثيل والإخراج بمعهد الفنون المسرحية بعد انتهائه من دراسة النظم والمعلومات.
تميز في الدراسة والعمل والفن
الأسرة متمثلة في الوالدين والأشقاء وبعض من الأصدقاء، هم الداعمون لـ«زياد» في رحلته اليومية، إلا أن البعض يوجه له انتقادات وإحباطات: «ناس بتقولي إيه التفاهة دي»، ومع ذلك رد الشاب عليهم يتمثل في تركيزه للنجاح بالثلاث مجالات معًا، من خلال الالتزام في دراسته حتى حصل على تقدير «جيد جدا» في سنواته الثلاث المتتالية، وبعمله في الستائر «الكل بيشهدلي»، الأمر نفسه مع المسرح الذي شارك من خلاله بعروض كثيرة: «بقولهم أنا عملت كل ده أنتوا عملتوا إيه؟».
التركيز في الثلاث مجالات المختلفة أمر مرهق وصعب، إلا أن حلم «زياد» النجاح فيهما معًا: «عايز الناس تقول ده صنايعي ستاير كويس وممثل شاطر ومهندس كمبيوتر بروفيشنال»، مختتمًا أن لحظات تعبه وإرهاقه تزول فور سماع صوت التصفيق في العروض خلال تحية الجمهور له.
تعليقات الفيسبوك