منذ 16 عاماً وبدون مقدمات، وجدت سماح شعبان، 41 سنة، نفسها وحيدة بعد اختفاء زوجها السوداني، الذي ترك خلفه مشكلة دمرت مستقبل ابنته الكبرى، تتمثل في عدم حصولها على إثبات شخصية أو الهوية المصرية، فهي لا تستطيع الزواج بدون الاعتراف من قبل الدولة بوجودها على قيد الحياة.
وافقت «سماح» على عرض الزواج من شخص يدعى محمد أحمد، ويحمل الجنسية السودانية، ولم تعرف أنها بذلك تسطر نهايتها وتقضي على مستقبل أولادها، فبعد إنجابها ثلاثة أبناء كانت حياتها مستقرة بمركز أشمون بجوار كلية التربية النوعية في محافظة المنوفية، وبعد فترة واجهت ما لم تتوقعه: «زوجي اختفى مرة واحدة من 16 سنة، معرفش راح فين وعملت محضر، ولحد دلوقتي مفيش أي حاجة ولا وصلتلنا معلومات عنه».
زواج «إيمان» يقف على إثبات الهوية
بعد اختفاء زوج «سماح» وفشلها في الحصول عن أي معلومات عنه، واجهت الكثير من المصاعب بمفردها، إلا أن هناك ما لم تستطع تحمله أو التعامل معه، وهو عدم وجود أي إثبات شخصية لابنتها الكبرى «إيمان محمد»، فهي شخصية غير معترف بوجودها على قيد الحياة، رغم حصولها على شهادة ميلاد واتخاذها كل جرعات التطعيم منذ صغرها: «مش عارفة أعملها بطاقة والمفروض أنها تتجوز الشهر دا، بس مش هنعرف نكتب الكتاب عشان مفيش أي اثبات، أنا عايزة أجوز بنتي ومش عارفة أعمل إيه».
«إيمان» شخصية بلا وجود
لم تستطيع «إيمان» الحصول على الهوية المصرية وإثبات الشخصية برغم بلوغها عامها الـ22 عاما، أما عن أخواتها فقد حصلوا على الجنسية تلقائياً نسبة إلى الأم، فهما من مواليد 2008 و2010: «المفروض والد إيمان كان يطلع بطاقة صغيرة تكبر معاها وكل سنة يختمها في السفارة بس هو معملش كدا، وأنا مكنتش أعرف أما أخواتها فالقوانين في السنة اللي اتولدوا فيها بتقول ياخدوا الجنسية تلقائي».
استغاثة «سماح»: عايزة أثبت وجود بنتي وأجوزها
لا يوجد سوى حل وحيد حتى تستطيع «إيمان»، إثبات وجودها وحصولها على الهوية المصرية وتستطيع الزواج بشكل شرعي، وهو أن يأتي الأب المختفي منذ 16 عاماً لضمان ابنته: «أنا اتطلقت منه في سنة 2019 طلقة مبررة للضرر ومتجوزتش تاني عشان أربي عيالي، ونفسي حد يساعدني ويحللي المشكلة».
تعليقات الفيسبوك