ياسمين سعيد.. دكتوراه وأبحاث دولية لمعالجة المياه: الصبر طريق المرأة للنجاح
ياسمين
أحبت العلم من برنامج «العلم والإيمان» منذ صغرها، كانت ياسمين سعيد «باحث بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد»، لا تترك حلقة منه مهما كلفها الأمر، فقد أصبح الدكتور مصطفى محمود مثلها الأعلى، للدرجة التى جعلتها ترسم لنفسها حلماً ترغب فى تحقيقه، بينما لم تتجاوز الـ7 سنوات، بأن تصبح ذات تأثير فى مجال العلم والابتكارات المؤثرة فى المجتمع، وبالفعل بعد أكثر من 24 عاماً نجحت فى أن تكون لها بصمة من خلال المشاركة فى تطوير تقنيات تسهم فى معالجة المياه من التلوث بمشاركة مجموعات بحث مصرية وعالمية، أما الهدف فكان الحفاظ على البيئة من التلوث، ومنع وصول الجفاف المائى لمصر.
باحثة «علوم البحار»: طوّرت تقنيات تسهم في الحد من التلوث.. ومنع وصول الجفاف المائي إلى مصر
«من صغرى، والعلم بالنسبة لى مثل صندوق مفاجآت كل ما فتحته وجدت بداخله ما يبهرنى، هو يقدم تفسيراً لكل شىء للكائنات الحية، للطبيعة، ببساطة هو يقدم تفسيراً للحياة، وهذا ما دفعنى إلى اختيار الدراسة فى مجال الكيمياء الحيوية بكلية العلوم بجامعة الفيوم» كلمات دكتورة ياسمين التى تنتمى إلى عائلة علمية، فجدها كان أستاذاً دكتوراً بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث، أما خالها فكان أستاذاً مساعداً بقسم الكيمياء بكلية العلوم بجامعة القاهرة، وهو ما جعل أسرتها تحثها على عدم التوقف عند الدراسة الجامعية. بعد التعيين فى المعهد القومى لعلوم البحار، اعتبرت دكتورة «ياسمين» أن مجال المياه هو طريقها الجديد الذى لا بد أن تضيف إليه الجديد، فمنذ صغرها وهى تقرأ عن أهمية الأمن المائى لمصر، وضرورة ترشيد استخدام المياه لأن الحرب بين الدول فى المستقبل لن تكون حول البترول بل المياه، فكانت أول خطوة هى رسالة الدكتوراه الخاصة بها، وتدور حول معالجة المعادن الثقيلة فى المياه باستخدام أنواع مختلفة من الطحالب البحرية: «دوماً كنت أفكر فى أهمية ابتكار تقنيات تسهم فى معالجة المياه وتقليل نسب تلوثها بما يمكننا من إعادة استخدامها وبالتالى توفير مصادر للمياه». كانت الخطوة الثانية فى مشوار «ياسمين» هى المشاركة مع مجموعة «Environmental and Smart Technology Group» بكلية العلوم جامعة الفيوم فى مشروع بالتعاون مع جامعة «Duisburg-Essen» الألمانية لتطوير الأغشية البوليمارية لمعالجة مياه الصرف الصحى الزيتية من المصانع وشركات البترول، وبالتالى يقلل نسب تلوث البيئة: «أهمية المشروع أنه يقدم معالجة للمياه التى تنتج من المصانع أو شركات البترول التى تستخدم الزيوت فى تصنيع منتجاتها، ووصلت نسبة المعالجة إلى حوالى 98%، أى أنها تزيد بمقدار 13 مرة ضعف الأنواع الحالية من الأغشية البوليمارية، حيث إن تفريغ الصرف الصناعى فى البيئة دون معالجة يسهم فى تلوث المياه والبيئة وانتشار الأمراض، وتطبيق تلك التقنية سيسهم فى تقليل نسبة التلوث بشكل لا يمكن تخيله وستوفر لتلك المصانع إمكانية إعادة استخدام المياه مرة أخرى بعد معالجتها وبالتالى نرشد استهلاك المياه فى ظل حاجتنا الشديدة لها فى مصر».
ولا تتوقف خطوات دكتورة «ياسمين» فى مجال معالجة المياه، فتنطلق فى مشروع بحثى آخر مع فريق بكلية الدراسات العليا للعلوم المتقدمة فى جامعة بنى سويف لابتكار تقنية تسهم فى معالجة المياه الملوثة باستخدام الطاقة الشمسية والتى تعمل على تكسير المواد والعناصر السامة فى المياه: «فخورة بأن تأثيرى يكون من خلال عدد من الأبحاث العلمية المنشورة فى مجالات دولية فى مجال معالجة المياه».