«الضويني»: الأزهر يقف مع المرأة وينتصر لقضاياها ضد التقاليد الراكدة
وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن الاحتفال بتخريج طالبات طب الأزهر اليوم فرحة تتجدد بزهروات من خير أمة أخرجت للناس، يقدمن برهانا أزهريا وردا عمليا على من يتهمون الإسلام بظلم المرأة، ويؤكد أن الأزهر الشريف يقف مع المرأة وينتصر لقضاياها، ويسعى إلى تمكينها، بما يحفظها من التقاليد الراكدة، ويصونها من العادات الوافدة، ويقدم للعالم أنموذجا أزهريا للمرأة المسلمة القادرة على مواجهة العالم بالعلم والفكر والإبداع.
المرأة قادرة على العطاء في مجالها
وأضاف وكيل الأزهر، خلال كلمته في حفل تخرج طالبات كلية طب بنات الأزهر بالقاهرة الدفعة 49، أن كلية طب البنات واحدة من الكليات التطبيقية الوليدة، التي أثبتت أنها قادرة على العطاء في مجالها ككل كيان علمي أزهري أصيل، والتاريخ شاهد أن قسم دراسة الطب والجراحة للبنات لم يكن طموحه ليقف عند حد؛ فقد وضع حجر أساسه في منتصف ستينيات القرن الماضي، وما هي إلا سنوات قليلة تمر حتى يصدر في نهاية السبعينيات القرار الجمهوري بتحويل القسم إلى كلية مستقلة؛ في إشارة واضحة إلى أن هذا القسم الناشئ شب عن الطوق، توسعا وتقدما في جميع الإدارات والتخصصات، ولا يزال مستمرا إلى يومنا هذا.
وأوضح الضويني، أن الجهود العلمية والإدارية لكلية طب البنات بالأزهر كبيرة، ما جعلها في طليعة الكليات التي حصلت على شهادة الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، ومن أوائل الكليات التي حصلت على شهادة الاعتماد من هيئة التدريب الإلزامي للأطباء بوزارة الصحة، وكذلك من أوائل الكليات التي حصلت على شهادة تجديد الاعتماد من هيئة ضمان الجودة والاعتماد، وهذا دليل قوي على ريادة هذه الكلية وتميزها على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي في مجال الدراسات الطبية والبحث العلمي، بل ودليل على أن الأزهر لا يزال عطاؤه فياضا، وأن المرأة في الإسلام ليست أقل من الرجل تعليما ومدارسة وأثرا نافعا في المجتمع.
الأزهر متفرد في فهم رسالة الإسلام
وأكد وكيل الأزهر، أن تاريخ كليات الطب بجامعة الأزهر، ومستوى خريجيها، يثبت أن الأزهر الشريف متفرد في فهم رسالة الإسلام وتطبيقها؛ فلم يقف بها عند الدعوة النظرية؛ بل نقلها إلى دعوة علمية شرعية تعالج القلوب والأبدان معا، من خلال أطباء وطبيبات لديهم من الكفاءة والمهارة ما يقدرون به على مساعدة المجتمع بكل أطيافه بلا تمييز أو تفريق.
وأشار إلى أن الناظر للواقع الذي نعيشه اليوم، وما فيه من سباق علمي يرفع المجتمعات أو يضعها، في ظل ما ينتشر من فيروسات وأمراض يدرك أن رسالة الطب ودور الأطباء في غاية الأهمية، ففيروس كورونا فرض على القطاع الطبي في العالم مسئولية كبيرة من أجل البحث عن علاج يسمح للعالم بالعمل والإنتاج وممارسة أنشطة الحياة دون خوف أو قلق، وإضافة إلى هذا فمما لا يخفى على الجميع ما يتعرض له الدين والأزهر والوطن من هجمات لا تحتاج إلا إلى المخلصين والمخلصات من أبنائه البررة الذين يتحملون الأمانة عن حب، ويستطيعون التعبير عنها بالحكمة والموعظة الحسنة.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنه يضع ثقة كبيرة في الطبيبات وأنهن قادرات بوعيهن الديني وحسهن العلمي على إدراك التحديات والمخاطر التي تحيط بنا وتحاك لنا، وتقف بالمرصاد تنتظر لحظة غفلة منا لتتسلل داخل حدودنا وعقولنا وعافيتنا؛ ولذا فعلينا جميعا أن نقوم بواجبنا، وأن نتحمل الأمانة، وأن نعمل جاهدين للحفاظ على ديننا وعلى هويتنا، وعلينا أن وقدم صورة مشرقة للإسلام والمسلمين، ولا أفضل ولا أقدر على نقل تلك الصورة منكن أيتها الطبيبات الداعيات إلى الله بالعلم والعمل.