السينمائيون والمثقفون ينعون «الكتِّيب»: رحل صاحب القلم الرشيق الذى لا يشبه أحداً
الكردوسى
معجون بماء الموهبة من رأسه حتى أخمص قدميه، تمكن من اللغة ففاضت له بأسرارها وطوّع مفرداتها كما لم يفعل أحد من قبل، خلق لنفسه مساحة خاصة فى الصحافة الفنية استمدت قوتها من اسمه، حاور عمالقة الفن المصرى، وغاص فى قضاياه الشائكة وترأس تحرير واحدة من أهم المجلات الفنية فى الوطن العربى، ليظل محمود الكردوسى -رغم رحيله- رقماً مهماً فى الصحافة الفنية.
«حلمي»: لا يبيع ولا يساوم
سيطرت حالة من الحزن على الوسط الفنى والثقافى لرحيل الكاتب الكبير محمود الكردوسى، ونعاه عدد كبير من السينمائيين والمثقفين منهم الفنان شريف حلمى، قائلاً: «رحل الكردوسى بعد أن شهد تخرج ابنتيه بيسان ويارا، رحل بعد أن أدى دوراً وطنياً شجاعاً فى مواجهة الإرهاب، وظل مدافعاً شرساً عن الجيش المصرى، تختلف أو تتفق معه ولكنه كان مهنياً شريفاً لا يبيع ولا يساومه أحد».
«سعد»: وداعاً حبيبى
ونشر الفنان عمرو سعد صورة تجمعه بالكاتب الراحل عبر حسابه على «إنستجرام»، قائلاً: «وداعاً حبيبى الغالى محمود الكردوسى»، فيما كتب المخرج خالد يوسف فى تدوينة عبر حسابه: «رحل وهو يحسب أنى غاضب منه ولم يسعفنى الوقت لأقول له إنى سامحته، وإن سنوات ودّنا القديم تغلبت لتزيل أثر أى زعل منه، أطلب له الرحمة بحق العِشرة والمودة التى دامت سنوات، بحق قلبه الطيب الذى لم يعرف غلاً ولا حقداً»، وقال الكاتب الروائى إبراهيم عبدالمجيد: «ربنا يرحمه ألف رحمة.. عانى كثيراً ربنا يكتب معاناته فى ميزان حسناته».
«على»: كان أديباً موهوباً
وعبّر المخرج مجدى أحمد على، عن حزنه برحيل «الكردوسى»، قائلاً: «فقدت مصر اليوم صديقاً حميماً وإعلامياً مميزاً وأديباً موهوباً.. الكردوسى شخص لم يشبه أحداً وكان مؤمناً بكل خياراته».
«الطيب»: تفوق علينا جميعاً
ونعى الناقد مجدى الطيب، الكاتب الراحل الذى وصفه بـ«الكتِّيب»، قائلاً: «محمود الكردوسى ابن جيلى الذى أشهد أنه تفوق علينا جميعاً، كنت أصفه دائماً بـ(الكتِّيب)، فقد كان صاحب قلم لا يضاهَى وأسلوب لا يبارَى».
وتحدث «الطيب» عن تجربة الكاتب الراحل فى رئاسة تحرير مجلة «الفن السابع»، قائلاً: «أسعدتنى الظروف بالتعاون معه فى مجلة الفن السابع التى أسسها الفنان محمود حميدة واختاره ليترأس تحريرها من 1997 إلى 2000، وكان له الفضل الأول فى أن يجعل منها المجلة الفنية الأولى فى الوطن العربى برصانتها ووقارها ودسامة محتواها، والأهم احترامها للقارئ والفن الذى لم تنظر إليه المجلة يوماً بوصفه مجرد ترفيه، ولأنه صاحب حرفة ومهارة وأستاذ بمعنى الكلمة لم تصمد المجلة سوى عدد واحد بعد استقالته، وظل اسم المجلة مرتبطاً بمحمود الكردوسى وبصمته التى لا تُمحى فى تاريخ الصحافة الفنية».
ثورة ضباط
لا أعترف بثورات مصرية إلا اثنتين: 23 يوليو و30 يونيو. الأولى قدمت للعالم جمال عبدالناصر، والثانية قدمت عبدالفتاح السيسى، وكلاهما آتٍ من ثكنة عسكرية، حيث الوطن فى أعلى سلم القيم، ودونه الموت. لست بصدد مقارنة، لكننى لا أفهم كيف يدّعى المرء أنه «ناصرى» ويعادى نظام السيسى، بل ويتحالف مع خصومه (عصابة الإخوان). ولا أفهم كيف يحب نظام السيسى ويدافع عنه، وهو يرى أن عبدالناصر «خرب مصر وقعد على تلها»!. لا أحد يستطيع الحكم على «30 يونيو» لأننا ما زلنا فى كنفها، أما «23 يوليو» فقد تعرضت منذ وفاة عبدالناصر لعملية تشويه وتجريف منظمة ورهيبة، ومع ذلك لم تمت، وما زلنا نحتفى بها كأنها حدثت بالأمس. لماذا؟. لأنها ثورة ضباط، لا مدنيين، يطلون على بؤس الغلابة من وراء زجاج غرفهم المكيفة.
24 يوليو 2018
بورتريه
فى تفسير «كآبة» المصريين: العقدة اتعقدت.. من يفكها؟. لا أحد. الكوتشينة اتلخبطت.. من يراهن؟. لا أحد. جوع كافر يحتاج إلى «جرام حقيقة».. والمشهد «مكرونة سباجتى»، ليس لأول الخيط.. آخر. هل لدينا «دولة»؟. لدينا «نيجاتيف» دولة. الحرب على الإرهاب أطول وأقوى من «صيحة التفويض»: العالم يريد لمصر أن تخوضها بالوكالة. الرئيس محتار: قايد صوابعه العشرة ومش عاجب. الرئيس حيّر محبيه: لديه الحل (فساد وغلاء وانفلات وتربص وتآمر داخلى).. لكنه لا يحل!. الوطنية: «بكام؟». الخيانة: «قرص فياجرا». الثورة: «بغاء». الأخلاق: أثر تحت كثبان. الأسرة: «سوشيال ميديا». الشعب: ٩٠ مليون «كل حاجة». الأيام: «دول ربيع عربى». الكوب نصفان: فارغ وسراب. مصر: ضوء فى آخر النفق.. فاطمئن.
الثلاثاء 2016/04/05