ألفريد نوبل
من هو مخترع الديناميت؟.. سؤال يدور في أذهان الكثيرين، عن أول من فكر في أحد أهم الاختراعات في عصر الثورة الصناعية، الذي أسهم فيما بعد في طفرة كبيرة في مجال المتفجرات، واستخدامه على نطاق واسع في أعمال البناء، ونظرا للخطورة التي تتسم بها مادة النتروجليسرين التي تستخدم في تصنيع الديناميت، وضعت السلطات لوائح لتقييد صناعة ونقل المتفجرات، فضلا عن استخدامه في صناعات التعدين واستخراج الحجارة، فضلا عن استخدامه منذ زمن في الحروب.
الإجابة على سؤال من هو مخترع الديناميت هي ألفريد نوبل، والذي كان عالمًا في الكيمياء ومخترعًا ومهندسًا ومؤلفًا ومحبًا للسلام، والذي اخترع الديناميت عام 1867، ثم أوصى بمعظم ثروته التي جناها من الاختراع إلى جائزة نوبل التي سُميت باسمه.
ولد ألفريد نوبل في 21 أكتوبر عام 1833 في ستوكهولم بالسويد لأسرة فقيرة، ورغم أنّه كان دائم المرض في صغره، إلا أنّه كان مليئًا بالحيوية والفضول، وأكمل دراسة الكيمياء والفيزياء في فرنسا والولايات المتحدة، وورث حب العمل بالمتفجرات عن والده، كما كان بارعا في اللغات وكان يجيد الفرنسية والألمانية والإنجليزية والروسية.
وعندما بلغ «نوبل» عمر الـ29، وقع انفجار وهو يحاول تصنيع مادة كيميائية مُتفجرة تُدعى «نيتروجليسرين»، وتسببت في مقتل 5 أشخاص بينهم شقيقه الأصغر إميل، ورغم ذلك فهو لم يهجر ما بدأه، وأصبح هدفه صناعة متفجرات أكثر استقرارًا وأمنًا في الاستخدام، ليحصل على براءة اختراع الديناميت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عام 1867، والذي كان يستخدم في أعمال الإنشاءات والمناجم، وبعدها بدأ استخدامه لأغراض حربية، حيث تسبب في مقتل ملايين الأشخاص، بعد أن وصل إلى جنرالات الحرب.
وجنى «نوبل» ثروة طائلة بامتلاكه 90 مصنعًا لصناعة المتفجرات في أماكن مختلفة في العالم، وفي العام 1988، قرأ نوبل نعيه بنفسه في صحيفة فرنسية، بعد أن خلطت الصحيفة بينه وبين شقيقه الأكبر لودفيج نوبل، ونشرت خبر وفاة ألفريد بطريق الخطأ، وأدانت اختراعه للديناميت ووصفته بأنّه «تاجر الموت».
وبعد وصف الصحيفة الفرنسية له، أراد ألفريد نوبل أن يكون داعيًا للسلام، وخطط لترك إرث طيب يُذكر به، وللتكفير عن ذنبه، خصص جزءا من أملاكه لتأسيس جائزة نوبل لتكريم الشخصيات البارزة التي قدمت إنجازات عظيمة للبشرية، لتحفيز أكبر عدد من البشر على تقديم أشياء تفيد الناس ولا تضرهم.
وتُمنح جوائز نوبل للإنجازات المميزة في مجالات الأدب والسلام والاقتصاد والطب والعلوم، وكانت أول جائزة لـ«نوبل» من نصيب هنري دوناننت الذي شارك في تأسيس الصليب الأحمر عام 1901، كما فازت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ3 جوائز سلام.
وتشمل قائمة من فازوا بجوائز نوبل: كل من الأم تريزا ونيلسون مانديلا وباراك أوباما ونجيب محفوظ ومحمد أنور السادات وأحمد زويل.
وتبدأ هذه العملية من خلال تولي المؤسسات المختلفة تقديم الجائزة في كل من مجالاتها، ويجرى اختيار نحو 5 من مجالات الجائزة الستة في السويد، أما جائزة نوبل في السلام، فيجري اختيارها في النرويج.
ويتولى مهمة ترشيح الفائزين: أكاديميون، وأساتذة جامعيون، وباحثون، وفائزون سابقون، وآخرون، وتنص القواعد المعمول بها في مؤسسة نوبل على عدم نشر القوائم القصيرة للمرشحين قبل مرور 50 عاما على اختيارها.
أما الفائز بجائزة نوبل، فيُكلل بإكليل الغار، وذلك على نحو ما كان سائدًا في مسابقات اليونان القديمة، كما يمكن لشخصية واحدة أن تحرز الجائزة ذاتها أكثر من مرة، شرط ألا يتجاوز عدد الفوز بها 3 مرات.
السؤال الذي حيّر كثيرون وكان مفاده من هو مخترع الديناميت، دفع كثيرون للبحث أكثر عن تفاصيل في الحياة الشخصية لـ ألفريد نوبل، الذي كانت له ميولا أدبية، وكان عاشقا لكتابة القصائد، لكن رغبته في الأدب قوبلت بمعارضة شديدة من قبل والديه، ليخسر العالم أديبا منتظرا، ويكسب اختراعا أثار الكثير من الجدل، فـ نوبل الذي رفض لقب «تاجر الموت»، سجل نحو 335 براءة اختراع طوال حياته، وطور إلى جانب الديناميت صواعق أخرق ومفجرات، ورغم اختراعه الذي تسبب في دمار كبير يقترب من فائدته، لكنه كان مناهضا شديدا للحرب وترك ثروة كبيرة بقيمة 31,225,00 كرونر سويدي، ما يعادل نحو 250 مليون دولار أمريكي في العام 2008، لتمويل الجائزة الأهم في العالم.
ورغم اختراعه الذي غيّر وجه البشرية، إلا أنّ نوبل عاش وحيدا معظم فترات حياته، فهو لم يتزوج قط، ولم ينجب أطفالا، كما أنّ قراره بترك ثروته لجائزة نوبل، خيّبت آمال العائلة التي كانت تنتظر إرثا كبيرا بعد رحيل صاحب الاختراع الأكثر إثارة للجدل في العالم.
تعليقات الفيسبوك