لم يعد الرحالة من محبي المغامرة بحاجة إلى البحث طويلا للسفر إلى أماكن تشبع نهمهم لحب الاستكشاف، فمن خلال ضغطة زر واحدة على شاشة الحاسوب، صار بالإمكان مشاهدة محميات مصر الطبيعية والاستمتاع بجمالها الرباني الذي يخطف العقل والقلب وهو ما تقدمه حملة «إيكو إيجيبت»، التي تم إطلاقها مؤخرا بتهدف إلى الترويج لأماكن السياحة البيئية في مصر والمحميات الطبيعية التي ما زالت غير معروفة ليس فقط محليا بل عالميا.
الترويج للسياحة البيئية هدف رئيسي لحملة «إيكو إيجبت»
من خلال الموقع الإلكترونى للحملة ينتقل المرء من مشاهدة أشجار محمية وادي الجمال، إلى شكل السماء الجميل ليلا والحفريات التي تعود إلى 40 مليون سنة في محمية وادي الحيتان، ثم يعود لمشاهدة قمة جبل موسى في سانت كاترين، كل ذلك بينما يجلس في مكانه دون يبذل أي مجهود أو يتكبد إنفاق مصروفات ضخمة.
حملة إيكو إيجيبت بإشراف وزارة البيئة
الحملة تتم بإشراف وزارة البيئة ويتم تنفيذها من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال مشروع دمج التنوع البيولوجي فى السياحة بمصر، وبحسب إيمي الشهالي مسؤولة التواصل والعلاقات العامة في المشروع فالفكرة الأساسية هي التعريف بالأماكن السياحية غير المطروقة في مصر، وفي نفس الوقت دعم سكان القبائل المحلية الذين يقطنون تلك الأماكن اقتصاديا واجتماعيا، بما يحقق إفادة مشتركة للجميع: «المشروع بدأ منذ عدة سنوات، أما الحملة فقد تم إطلاقها مؤخرا، من أجل توفير معلومات عن الحياة البرية في مصر، وخصيصا المحميات الطبيعية، ومن خلال الموقع الإلكتروني الذي يحمل اسم إيكو إيجيبت يمكن لأي شخص سواء داخل مصر أو خارجها التجول لمشاهدة صور من تلك المحميات التي وصل عددها إلى أكثر من 12 محمية، وذلك باللغة العربية والإنجليزية».
احتاج المشروع جهدًا كبيرًا في دراسة كل محمية ومعرفة أهم خصائصها وجمع المعلومات المهمة عن تاريخها بالإضافة إلى دراسة عادات وتقاليد وأساليب حياة السكان المحليين، وبحسب «إيمى» كان التركيز مؤخرا في الحملة على 5 محميات لم يتم التطرق لها فى الدعاية من قبل مثل محمية طابا التي تعد شبه غير معروفة أو مطروقة سياحيا: «نهتم بكل تفصيلة في المحميات التي نروج لها، حتى لو كان نوع الطيور الموجودة، وتم عرض كل ذلك بشكل تفصيلي وجذاب على الموقع الخاص بالحملة من خلال طرح أسئلة وتقديم إجابات لها، مثل أين يمكن الإقامة داخل المناطق التي يتم الترويج لها سياحيا أو ما الذي سيراه الزائر في تلك المناطق، أهم الأنشطة التي يمكن ممارستها، والأشخاص المتوقع أن يقابلهم في تلك المناطق».
تعتبر فكرة تصميم موقع إلكتروني للحملة يضم كل المعلومات عن المحميات بالإضافة إلى جولات افتراضية شيء فريد من نوعه ليس عربيا بل عالميا بحسب «إيمي» فالسياحة البيئية قد يكون لديها جمهورها ولكنها ما زالت لم تحظ بالانتشار الواسع لأنها مفهوم جديد للسياحة التي تعتمد على الاستمتاع بالطبيعة مع التركيز على أهمية الحفاظ على البيئة وعدم الإضرار بها: «نحن نركز على فكرة السياحة المستدامة والمسؤولة للمسافرين الباحثين عن تجارب فريدة من نوعها خارج الصندوق، فالمسافر هو المسؤول الأول عن رحلته من الألف للياء ونحن فقط نقدم له إرشادات من حيث الإشارة إلى أماكن جديدة وكيفية الاستمتاع فيها».
اهتمام بالترويج لمنتجات السكان المحليين في المحميات والأماكن السياحية
النقطة الأهم في المشروع بحسب «إيمي» هي البحث عن أيضا عن الاستفادة التي من الممكن أن تعود على القبائل المحلية التي تقطن بتلك المحميات وأماكن السياحة البيئية المختلفة، حيث إن الترويج لتلك الأماكن لا يقتصر فقط على جمالها الطبيعي بل أيضا الترويج لمنتجات وأنشطة سكان تلك المناطق وبالتالي يساهم ذلك في رواج اقتصادي لتجارتهم ورفع مستوى معيشتهم: «نعمل على التركيز على أصوات وخبرات وعادات أفراد القبائل المحليين، من النوبيين إلى البدو، فالحملة لا تستهدف تغيير طبيعة تلك المناطق سياحيا بل على العكس دعم سبل العيش المحلية من خلال توفير منصة للممارسات والتقاليد والحرف الفريدة للمجتمعات المحلية، وبالتالي الزائر يستمتع بمشاهدة أشياء جديدة، بينما السكان يستفيدون من العائد الاقتصادي».
تعليقات الفيسبوك