«عم حنفي» يبيع «ليفة» الاستحمام بالمحافظات: «معنديش مصدر رزق»
عم حنفي بائع الليف بسوق بلطيم
أكثر من 27 عاماً يتجول في الأسواق بحثاً عن رزقه ولقمة عيش أولاده، على الرغم من سنه التي تجاوزت الـ61 عاماً، فالرجل الذي أصيب بانزلاق غضروفي لم يستطع تحمل أعباء العمل في المعمار، فقرر أن يتجه إلى بيع «ليف الاستحمام» في الأسواق، يجلب كميات من منطقة «أبيس» بمحافظة الإسكندرية، ليبيعها في أسواق كفر الشيخ والبحيرة والدقهلية والغربية، قاطعاً مسافات طويلة من أجل توفير قوت أسرته.
«عم حنفي»: ربطة الليف خفيفة على ظهري
ربطة من «ليف» الاستحمام، يحملها «حنفي محمود» على ظهره، ليتجول بها في أسواق كفر الشيخ، منادياً على زبائنه: «الليفة بـ10 جنيه»، وتحدث «عم حنفي» لـ«الوطن» قائلاً: «ربنا بيراضيني لأجل أولادي، كل يوم في سوق علشان أدور على رزقي بالحلال، علشان عندي غضروف مبقدرش أشتغل أي حاجة تانية، فقررت أبحث عن حاجة خفيفة، ملقتش أخف من ليفة الاستحمام اللي هي أساسية علشان تستحمى بيها».
«عم حنفي»: نفسي في معاش
يستيقظ الرجل الستيني مع أذان الفجر، يربط حزمته من ليفة الاستحمام، ثم يحملها على ظهره متجهاً إلى موقف السيارات، مستقلاً السيارة بعد تحديد وجهته لأسواق كفر الشيخ والبحيرة: «بأصحى مع الفجر، وبأكون مجهز حزمة الليف، وبأركب المواصلات بعد تحديد أي سوق هاروحه، وبعدين بافضل ألف في الأسواق علشان أبيع 20 أو 30 ليفة، وربنا بيراضيني بـ50 جنيه في اليوم، تكفي أنها تأكلني أنا وعيالي الـ4 والحمد لله».
نحو 50 إلى 70 جنيهاً، هو المبلغ الذي يتحصل عليه «عم حنفي» حصيلة بيع ليف الاستحمام يومياً، إلا أنه دائماً ما يردد «الحمد لله على نعمه الكثيرة»، وتابع بقوله: «مبقدرش أشيل حاجة تقيلة، علشان كدا قررت أبيع الليف، وربنا بيكرمني بـ50 لـ70 جنيهاً في السوق الواحد، زي سوق بلطيم، بخلاف أجرة مواصلاتي، وبألف أسواق محافظات كتيرة، وبأبيع الليفة من 5 لـ15 جنيهاً»، مشيراً إلى أن هناك مزارع مخصصة لليف في «أبيس» بالإسكندرية، حيث يسافر إليها بصفة دورية، لجلب كميات من الليف لبيعها بأسواق كفر الشيخ والمحافظات المجاورة.
لا يتمنى الرجل الستيني سوى عمل معاش له وأسرته، وقال: «نفسي في معاش، عندي غضروف ومبقدرش أشتغل، وبقول للشباب الصغير اشتغلوا وشوفوا مصلحتكم، الشغل مش عيب».