«الوطن» شاهدة على عبقرية المصريين وداعمة لمطالبهم في «30 يونيو» وأعلنت سقوط شرعية «مرسى» قبل «3 يوليو»
«السيسى» خلال إدلائه بيان 3 يوليو
شهد يوم 3 يوليو 2013 القرار التاريخى الذى استجاب لملايين الشعب المصرى الذين اتفقوا على نداء «يسقط يسقط حكم المرشد»، ولم تكن جريدة «الوطن» مجرد ناقل للقرار، لكنها كانت جزءاً منه بعناوين صفحاتها الأولى التى عبّرت فيها عن مطالب المصريين، وأعلنت صراحةً عن سقوط شرعية الرئيس المعزول محمد مرسى قبل صدور بيان 3 يوليو، وسجلت حشود الملايين المشاركة فى المظاهرات فى كل ميادين مصر فى القاهرة والمحافظات بكتيبة من المحررين والمصورين، واختارت مانشيت صفحتها الأولى فى العدد التالى لثورة 30 يونيو: «عبقرية شعب فى أعظم ثورة».. وقال سياسيون ومتخصصون إن الانحياز للشعب المصرى فى ثورته العظيمة وحمايتها لم يكن قراراً سهلاً فى ظل مواجهة جماعة إرهابية، تاريخها ملطخ بالعمليات السوداء الدموية فى حق المواطنين، ولديها نظريات تخريبية مدمرة، ومنها سياسة الأرض المحروقة التى كان منهجها والتهديد بها وسيلة اتبعتها منذ نشأتها فى عام 1928، فبالرغم من أن تلك السياسة هى استراتيجية عسكرية يتم استخدامها فى الحروب، فإن الجماعة الإرهابية قررت استخدامها مع الشعب الذى خرج بالملايين فى الشوارع لإسقاط حكمهم ومكتب الإرشاد، فى ثورة 30 يونيو.
ولم يكن جديداً أو أمراً مستبعداً على الجيش المصرى انحيازه ضد جماعة الإخوان وعلى رأسها مكتب الإرشاد، فهو دائماً وأبداً يد بيد مع الشعب على مر الأجيال ودوره المجيد فى التصدى للإرهاب وموجات العنف التى حاولت الجماعة الإرهابية إغراق البلاد فيها، فى محاولة يائسة للانتقام من الشعب وثورته والجيش وشجاعته، وسيظل المصريون يذكرون دور الجيش فى حماية ثورة 30 يونيو 2013، على مر العصور بالكثير من الفخر والإجلال، وستنقل الأجيال الحالية إلى أبنائهم وأحفادهم من بعدهم روايتهم التى شاهدوها رأى العين عن القوات المسلحة، التى انحازت للشعب فى مواجهة الفاشية الدينية ممثلة فى «الإرهابية» وحلفائها من جماعات الإسلام السياسى، التى كانت تخطط وتسعى إلى طمس الهوية المصرية وتذويبها، لتحقيق مصالح الجماعة.
قال اللواء محمد الشهاوى، المستشار بكلية القادة والأركان، إن انحياز الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى 3 يوليو إلى ثورة الشعب فى 30 يونيو 2013، كان تجسيداً لوحدة الأمة، وتأكيداً أن الشعب والجيش يد واحدة، وأنه لولا هذا الانحياز وثقة الشعب فى الجيش، لوقعت مصر فى براثن الإخوان، وحدث ما لا تُحمد عقباه.
«الشهاوى»: انحياز الجيش للثورة جاء تجسيداً لوحدة الأمة وحقق أهدافاً عديدة داخلياً وخارجياً
وأضاف «الشهاوى»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن القوات المسلحة قامت بدور عظيم فى حماية ثورة 30 يونيو التى قام بها المصريون ضد جماعة الإخوان «الإرهابية» احتجاجاً على مخططات الجماعة لطمس الهوية الوطنية، وإدارة الدولة وتسخيرها لصالح الجماعة، موضحاً أن انحياز الجيش للشعب فى ثورته ضد الإخوان ليس جديداً عليه، مشيراً إلى أن الجيش جزء من الشعب، ودائماً ما ينحاز إلى وطنه وشعبه وليس إلى أى حاكم، وهو ما شهدته مصر فى ثوراتها السابقة على ثورة 30 يونيو 2013.
وتابع أن هناك أهدافاً كثيرة تحققت من وراء انحياز الجيش المصرى إلى ثورة الشعب على المستويين المحلى والدولى، فعلى المستوى الداخلى استطاع الجيش إنقاذ البلاد من الانزلاق فى الفوضى والعنف، وإنقاذ هويتها الوطنية، لافتاً إلى أن الثورة استطاعت إسقاط نظام الأهل والعشيرة، واستعادت هوية الوطن، وأوقفت تغلغل الجماعة فى مفاصل الدولة، وكانت نقطة فاصلة فى تاريخ المصريين، لأنها هدمت مخطط تدمير الجيوش العربية وتفتيت الدول الوطنية، وقلبت الموازين والحسابات الدولية التى خططت لها دول كبرى لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على غرار ما حدث قبل مائة عام باتفاقية سايكس بيكو.
«الشهاوى»: انحياز الجيش أدى لاستعادة مصر دورها الريادى إقليمياً ودولياً وإسقاط نظام الأهل والعشيرة
واستكمل المستشار بكلية القادة والأركان الأهداف التى تحققت على المستوى الدولى، فقد أدى دور الجيش فى حماية ثورة 30 يونيو إلى استعادة مصر لدورها الريادى إقليمياً ودولياً، ونفضت عن نفسها عباءة التقزم التى حاولت «الإرهابية» أن تُلبسها إياها، مشيراً إلى أن دور الجيش لم يقف عند دعم الثورة والإطاحة بالإخوان، بل امتد إلى ما بعد الثورة، وهو التصدى للإرهاب وموجات العنف التى نفذتها وأدارتها الجماعة الإرهابية، انتقاماً من الشعب والجيش، وقدم شهداء كثيرين من أبنائه فى شتى الأنحاء، سواء فى سيناء أو القاهرة أو الواحات البحرية، وما زال يقوم بدوره فى دحر الإرهاب وتنظيف البلاد منه، حتى يتم القضاء على آخر إرهابى، ليس بالقوة المسلحة فقط، بل بمحاربة الأفكار المتطرفة أيضاً، التى هى أساس العنف والإرهاب.
وقال الفريق جلال هريدى، رئيس حزب حماة الوطن، وعضو مجلس الشيوخ، إن 30 يونيو سطّرت تاريخاً جديداً لمصر، فهى كانت مرحلة فاصلة ما بين الفوضى وديكتاتورية الجماعة الظلامية التى لا تعبّر عن عموم الشعب وبداية الاستقرار والانطلاق نحو آفاق أوسع من العمل الوطنى الذى يجسد رغبات وآمال الشعب المصرى، ويتسق مع تطلعاته وآماله وقيمه وتاريخه العريق. وأضاف «هريدى» أن قرار الانحياز لم يكن سهلاً، ولكن الجيش المصرى لبى نداء ملايين الشعب، التى اجتاحت الميادين بالمحافظات، لتنتقل مصر بنجاح من الانجراف المخطط لها داخلياً وخارجياً حتى تكون دولة هشة مفتتة وشعباً منقسماً ومؤسسات حاولت الجماعة إنهاكها وإشغالها بقضايا فرعية، إلى دولة حديثة متماسكة قوية تصون أمنها القومى على كل الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، ولجيش وطنى يقوم بمهامه الداخلية وعلى الحدود الشاسعة، متسلحاً بأحدث النظم العسكرية فى العالم، حتى بات يضارع أعتى الجيوش العالمية، ويشارك مع مؤسسات الدولة فى تنفيذ أكبر مشروعات قومية كبرى وفرت آلافاً من فرص العمل لأبناء الوطن وجذبت الاستثمارات الأجنبية فى ظل بنية تحتية لم تشهدها مصر فى تاريخها الماضى قبل تلك الثورة.