في ظل ظروف معيشته الصعبة، بدأ محمد سعد رحلته يبحث عن لقمة العيش، بين جميع أنحاء منطقته، حتى سافر إلى لليببا وبعد قضاء 6 سنوات متنقلا من مهنة لأخرى، أصيب في حادث مأساوي خرج منه مصابا بشلل رباعي، ليخوض رحلة أخرى عنوانها الألم، فقد ظل يبحث عن علاج يتغلب به على إعاقته، أنفق فيه تحويشة عمره بلا جدوي، ليقرر محاربة هذا الألم بفتح محل صغير لبيع المجمدات، أملا في أن يكون عونا له لمواجهة قسوة الحياة.
تجربة «محمد» القاسية
وروي محمد سعد الخولي، صاحب الـ38 عاما، تجربته لـ«الوطن»، إذ بدأ الأمر عندما اضطرر للسفر إلى ليبيا للعمل لما يقرب من 6 أعوام للعمل في العديد من المهن للحصول على المال، وفي عام 2012 بالتحديد أصيب بحادث أدى إلى حدوث شلل رباعي جعله يلزم الكرسي المتحرك، وبعدها لم يستطع ممارسة الحياة كالسابق، لذا اتجه لفتح محل صغير لبيع المجمدات: «بتسند عليه للعلاج أنا وابنه شقيقي الكبرى، لتوفير دخل إلى جانب مبلغ المعاش الذي يبلغ 447 جنيها».
محمد يتغلب على الحياة بأسرته
لم تكن الظروف المرضية وحدها فحسب، التي عانى منها «محمد»، بل تعرض لوفاة والدته والتي تبعها وفاه شقيقه وابن شقيقه، إذ كان «القشة التي قسمت ظهر البعير»، علاوة على عدم قدرته المالية بمواصلة العلاج للامتثال للشفاء، وعلى الرغم من كل هذا لم يقف مكتوفي الأيدي، بل بدأ في مساعده نفسه وأسرته التي أصبح هو عائلها الوحيد: «لا أستطع الوقوف وحدي أو الحركة دون مساعدة أحد، زوجات أشقائي وأولادهم هما اللي بيساعدوني هم دول عيلتي وكل حياتي لولاهم كان زماني ميت».
لم يرغب محمد سوى في دعوة جميلة تغير الأقدار وتجبر بخاطره، ودعم لمحله المتواضع الذي يعد مصدر رزقه الوحيد: «الناس بتحبني وبتقدرني ودايما بيساندوني بدعمهم، نفسي أطلع عيلتي عمرة وأردلهم جزء من اللي بيعملوه معايا».
تعليقات الفيسبوك