ماذا لو استبق الخيرات خبراء الزراعة فى مصر، وعرضوا على الرئيس السيسى برنامجاً عملياً ومجدياً لرفع إنتاجية مصر من المحاصيل الاستراتيجية والخضر والفاكهة بنسبة 40٪، وحقن فاقد زراعى نسبته 30٪ من إنتاجنا، وذلك دون زيادة فدان أفقى واحد فى المرحلة الراهنة؟
هذا الاستباق يفيد فى الآتى:
- مصر تزرع نحو 8.5 مليون فدان قديمة فى الوادى والدلتا، وجديدة ومستصلحة فى الصحراء والظهير المتاخم للأراضى القديمة، فى معظم محافظات مصر، وتبلغ مساحاتها المحصولية فى جميع عروات الزراعة نحو 20 مليون فدان.
- انهيار الإنتاجية المحصولية فى الأراضى المنزرعة من قديم الزمن سببه غياب مشروع قومى لصيانة التربة وإحياء الخصوبة ببرامج معلومة ومتاحة لكل من له علاقة عملية أو بحثية معلوماتية بالزراعة.
- صيانة التربة ليس مصطلحاً عائماً ينظر إليه المسئول الحكومى باستهجان، ظناً منه أنه مجرد مصطلح شكلى تتبعه كلمات مرْسلة دون آليات تنفيذ حقيقية، أقلها: توفير قليل من الميزانيات التى خُصِصَت بسهولة للتوسع الأفقى، سواء فى توشكى، أو عمق الصحراء الغربية (مستقبل مصر - والدلتا الجديدة).
- صيانة التربة القديمة (نحو 6 ملايين فدان) تعنى الاهتمام بشبكات الصرف القائمة، وتطهير مجاريها، خاصة: مشاريع الصرف المغطى التى أعماها الإهمال، فأصبحت مثل أدوات جراحية منسية فى بطن مريض خضع لجراحة.
- صيانة التربة القديمة تعنى أيضاً تعميم زراعات الأرز وفق دورة ملزمة فى أراضى المحافظات الشمالية، والامتداد بها حتى محور القليوبية والمنوفية والغربية، والاعتراف ببراءة الأرز من جريمة الشره الاستهلاكى للمياه، حيث إن زراعة الأرز تغسل الأرض من ملوحتها، وتعادل الزحف الملحى الأرضى من مياه المتوسط.
- الاهتمام بتدعيم الطرق الزراعية البينية فى الأراضى الزراعية القديمة، وصيانة الطرق الرئيسية داخل المناطق الزراعية الصحراوية، مثلما حدث فى تبطين الترع، وتسهيل إقامة مشاريع الإنتاج الحيوانى فى الأراضى الزراعية، وعدم الارتكان إلى أن هذه المشاريع يُراد بها التبوير وبناء المساكن، وذلك لإعادة روح وحياة القرية المنتجة عملياً، لا نظرياً.
- تحقيق حلم مصرى قديم بإقامة مدينة لإنتاج التقاوى، بعد الإجهاز على «نوباسيد» وتدمير مخططها الرئيسى، وبيعها، ثم تفتيتها، حيث تحتاج مصر إلى تربية أصناف واستنباط هُجُن تتناسب مع الظروف المناخية الجديدة، مع تخطيط خريطة زراعية صنفية لزراعة الصنف فى المنطقة التى تناسبه، وخريطة خصوبة لوضع برامج سمادية تختلف باختلاف حالة التربة.
- تنفيذ دراسات متاحة فى جميع مراكز البحوث، وأكاديمية البحث العلمى، ووزارة التخطيط، تخص التصنيع الزراعى فى مجالات الخضراوات والفاكهة، والتوسع فى إنشاء الصوامع المعدنية العملاقة، بما يحقن هدراً يزيد على 30٪ من إنتاجنا الزراعى الغذائى فى مصر، وهو يعادل إنتاج نحو 3 ملايين فدان تستهلك مياهاً، وجهداً، ومالاً من ميزانية الأسرة الزراعية المصرية.
- التوسع الأفقى ضرورة وفرض على الدولة؛ لمواجهة الزيادة السكانية، والاستجابة لمتغيرات الطلب على الغذاء، لكن التحديات المائية، والأزمة الاقتصادية العالمية تجعل «مستقبل مصر» الزراعى مرهوناً بتحقيق الأمثل والأسرع والأضمن، وهو رفع إنتاجية المتاح، بما يحقق ما يزيد على إنتاج 3 ملايين فدان مستصلحة جديدة، يمكن خزنها للأجيال اللاحقة.