على طريقة شيرين أبو عاقلة.. ابن خال غفران وراسنة يروي تفاصيل استشهادها
«صابر»: كان أول يوم شغل ليها
الشهيدة غفران وراسنة
كعادتها كل يوم، استيقظت غفران وراسنة مبكرًا قبل أن تدب الحركة في المنطقة التي تسكنها، أكملت مهامها اليومية بترتيب المنزل، إذ تعتمد عليها والدتها في ذلك، وانطلقت بعدها نحو خزانة ملابسها تختار من بينها الأفضل استعدادًا لأول يوم عمل في مجال دراستها الذي شغفها حبًا.
دقات قلبها تتلاحق فرحًا بحلمٍ طال انتظاره، سعت سنوات طوال عقب تخرجها من الجامعة للعمل كمراسلة ميدانية، لكن لم تعرف أنّ ذلك الحُلم كان يفصلها خطوة واحدة عن الموت.
استفاق العالم العربي، الأربعاء الماضي على خبر استشهاد جديد لمراسلة فلسطينية برصاص العدو الإسرائيلي، تدعى «غفران هارون حامد وراسنة»، تلك الفتاة البالغة من العمر 31 عامًا، عهدها أقاربها وأهل منطقتها بحب الإعلام ورغبتها الجامحة في كشف جرائم الاحتلال، «غفران كان حلمها تشتغل بأي وسيلة إعلامية وقدّمت بوظائف كتير ولم يحالفها الحظ لكن شاء القدر إنّه تستشهد في أول يوم شغل ليها براديو دريم في فلسطين، حققت حلمها بس ماتت قبل ما تفرح بنجاحها»، يقول محمد صابر، ابن خال الشهيدة غفران وراسنة في بداية حديثه، لـ«الوطن».
تفاصيل استشهاد غفران وراسنة
في السابعة صباحا، من يوم استشهادها، غادرت الشهيدة الفلسطينية منزلها بمخيم العروب في مدينة الخليل، واستعدت الليلة السابقة لأول يوم عمل كمراسلة في راديو دريم الفلسطيني، وحين وصلت إلى أول نقطة تماس مع الاحتلال في شارع الـ60 تقاطع بيت لحم والخليل، أطلق أحد جنود الاحتلال الرصاص عليها وسقطت أرضا، بحسب رواية ابن خال الشهيدة الفلسطينية.
«كانت معكم غفران وراسنة من فلسطين»، كلمات أخيرة نطقت بها الشهيدة قبل أن تستقر في جسدها رصاصة تحت الكتف الأيمن خرجت من الجانب الأيسر، كانت كافية لإزهاق روحها في ثوانٍ قليلة، إذ تركها الجندي تنزف على الأرض، وحين حاول بعض شباب المخيم إنقاذ جثمانها حاول الاحتلال منعهم: «حصلت مواجهة بين الشباب وجنود الاحتلال ولكن نجحوا في نقلها للمستشفى» كل ذلك قبل أن تتلقى أسرتها الخبر.
الأسرة تستقبل خبر الاستشهاد
رسائل عدة تداولها الشباب على الجروب الخاص بأهالي المخيم على «فيس بوك»، تتضمن صورة الشهيدة الثلاثينية، كانت سببًا في وصول الخبر إلى أسرتها: «الشباب بعد ما حملوها على المستشفى أرسلوا صورتها على المجموعة الخاصة بالمخيم واكتشفنا الخبر بصدمة كبيرة» وبحسب رواية ابن خال غفران وراسنة، فإنّ أسرتها وأمها الثكلى لم تسلم من مضايقات الاحتلال حين وصلوا إلى المستشفى لاستلام جثمانها: «حتى في الجنازة حاولوا تفريقنا بالقنابل المسيلة للدموع».
نهاية مماثلة لقدوتها شيرين أبو عاقلة
مبكرًا وقبل أن ترى من الحياة نعيمها، رحلت الصحفية والمراسلة الطموحة «غفران» في مصير أعاد إلى أذهان الوطن العربي الشهيدة شيرين أبو عاقلة، تشابهت نهايتها مع نهاية قدوتها ومثلها الأعلى في مجال عملها، وكانت جنازتها مهيبة، بحسب وصف ابن خالها، «كانت جنازتها كبيرة والكل كان حزين عليها وعلى طموحها اللي قضى عليه الاحتلال».