مصرع 13 صياداً وإصابة 13 والبحث عن 4 مفقودين فى خليج السويس
لقى 13 صياداً مصرعهم غرقاً وأصيب 13 آخرون، صباح أمس، إثر غرق مركب «بدر الإسلام» الذى كان على متنه 41 صياداً، بمنطقة الزيتية، عند رأس شقير بخليج السويس، نتيجة ارتطام سفينة نقل بضائع بالمركب، واتهم عدد من الناجين الدولة بالتقصير حيال الواقعة، مؤكدين أن مراكب الصيد انتشلتهم من مياه البحر، نافين وجود تحرك سريع من قوات البحرية، فيما أشار شاهد عيان إلى تأخر وصول قوات الإنقاذ، مؤكداً مشاركته فى إنقاذ الأحياء وانتشال الجثث فى جنح الظلام.[FirstQuote]
فيما أكد عبدالرحيم مصطفى، المتحدث الإعلامى لهيئة موانئ البحر الأحمر، أنه تم الدفع بقطع وقاطرات بحرية ولنشات تابعة للقوات البحرية وشركات البترول للبحث عن المفقودين، فيما أرسلت القوات البحرية إشارة رسمية للسفينة التى كانت تسير بالمدخل الجنوبى بقناة السويس والمتسببة فى الحادث وتم استيقاف السفينة والتحفظ عليها بميناء سفاجا.
وأعلن مصدر عسكرى بالجيش الثالث أن القوات المسلحة دفعت بمروحية «أباتشى»، لتمشيط المنطقة بالكامل ومحيطها فى محاولة للبحث عن المفقودين، مشيراً إلى أن عدد ضحايا الحادث 13 والمصابين 13 تم نقلهم لمستشفى الطور العام وجميعهم حالتهم مستقرة، وسيغادرون المستشفى خلال وقت قصير.
وأكد الناجون من الحادث أن المركب غرق بعد سماعهم «سرينة سفينة» نقل البضائع بدقائق، مؤكدين أن المسافة بين المركب والسفينة لم تتعد بضعة أمتار، وفى لحظة انقلب المركب ولم ينج سوى 11 صياداً من الغرق بعدما تجمعت مراكب أخرى حول مكان الواقعة لإنقاذ زملائهم.
وقال مسعد محمد الأباصيرى، أحد الناجين، إن معظم من كانوا على ظهر المركب لا حول لهم ولا قوة يسعون لطلب الرزق ليقتاتوا هم وأبناؤهم، مشيراً إلى أنه فقد والده وزوج شقيقته، العاملين برفقته على المركب، وأكد أن «جميع طاقم المركب كانوا مستيقظين وكل فرد كان يعمل فى تخصصه، وفجأة سمعنا صوت «السرينة» وبعدها بدقائق انقلب المركب، ولكن ربنا كتب لى عمر واستطعت أن أجرى ناحية جنب السفينة وتسلقت فوق سطح المركب وساعدت ناس كتيرة ونتيجة الإرهاق والعتمة لم أجد أمامى سوى قطعة من الحبل تمسكت بها وظللت معلقاً بها حتى جاء مركب آخر وأنقذنى أنا ومن كانوا معى».
وطالب محمد الضحوى، أحد الناجين، بمحاسبة المتسبب فى الحادث، موضحاً أنه بعد أن تسلقوا ظهر المركب هو ومن كانوا معه والبالغ عددهم 11 تركوا المركب عندما بدأ فى الغرق حتى جاء مركب آخر وقام بإنقاذهم.
ولفت أحمد حسن فرج، أحد الناجين، إلى أن ريس المركب وجه الضوء فى اتجاه السفينة، لكن قبطانها لم يستجب واصطدم بالمركب فشطره نصفين، وتابع: «لم أرَ شيئاً بعدها سوى الموت من شدة الاصطدام وهول المشهد، سمعت صرخات زملائى المدوية فى كل مكان على المركب، فيه ناس قفزت فى البحر قبل دخول المركب علينا، وفيه ناس ما بتعرفش تعوم فضلت على المركب وغرقوا بداخله، أنا بعدها كنت بحاول أنقذ زملائى للأسف لم أستطع».
وقال السيد محمد كرامة، من الدقهلية كان على نفس المركب: «أول حد عثر علينا هو مركب صيد ولم نرَ لا طائرات ولا لنشات إنقاذ تابعة للدولة وكل اللى اتذكر فى الإعلام عن وجود مركب إنقاذ تابعة للدولة وطائرة كذب».
بينما قال شاهد عيان على غرق المركب يدعى حمادة النجارى، إنه فى نحو الساعة 11 مساء السبت كان فى عرض البحر وكان يتحدث عبر المحمول مع ريس المركب، عن أحوال الصيد والموج وخلافه، وفجأة صرخ ريس المركب وقال له فيه مركب ضخم جاى علينا بسرعة وأغلق هاتفه بعدها، وأضاف: «حاولت الاتصال به مرة أخرى لم أتمكن فذهبت للبحث عنه لأنى كنت على مقربة من المركب الغارق، بالفعل وصلت بعد نحو ساعة وعندما وصلت وجدت أشخاصاً يطفون على سطح المياه ولم أجد المركب، وأنقذنا من كانوا لا يزالون أحياء وانتشلنا الجثث»، مضيفاً «لم يكن هناك أى وجود لمراكب الدولة وللأسف إحنا ما نقدرش على البحر.. مراكبنا على قدنا».
وفى مستشفى الطور بجنوب سيناء تجمهر العشرات من الأهالى داخل مستشفى طور سيناء العام لتسلم جثث ذويهم وللاطمئنان على ذويهم من المصابين وسط حالة من الاستياء والغضب لما وقع لذويهم.
وطالب الأهالى بسرعة محاسبة الجناة ومن تسبب فى موت ضحاياهم. وأكد أحد الأهالى أن ابنهم ظل يسبح فى البحر وسط العتمة دون أن ينقذه أحد إلى أن جاء مركب آخر أنقذ 11 فرداً ولولاه لغرق كل من كان فى المركب.
من جانب آخر، وقعت مشادة كلامية بين شقيق أحد المتوفين ويدعى أبوالمعاطى محمد السيد راضى، شقيق المتوفى «موسى» ضمن ضحايا حادث «بدر الإسلام» والمسئولين بالمحافظة لبطء استخراج تصاريح دفن شقيقه بسبب عدم وصول طبيب الطب الشرعى لكتابة تقريره.
وقال إبراهيم بدير، صياد، إنه فقد ثلاثة من أقاربه فى الحادث ولم يعثر إلا على جثة واحد فقط منهم، موضحاً أنه كان يتحدث مع ابن خاله وهو شاب فى العقد الثالث من عمره قبل غرق المركب، وقال له إن مركباً ضخماً جداً يقترب منهم من بعيد، وأن هذا المركب دخل فى منطقة غير مخصصة له، لأن هذه المنطقة مخصصة للصيد، وبعدها انقطع الاتصال.
وأوضح إبراهيم بدير أن الصيادين هم الذين أنقذوا الضحايا والناجين، والدولة لم يكن لها أى دور، وكان من باب أولى أن تنقذهم.
وفى نفس السياق، أكد الدكتور خالد أبوهاشم، مدير مرفق الإسعاف، أنه تم الدفع بـ15 سيارة إسعاف مجهزة على أعلى مستوى عند ميناء الصيد بالعاصمة طور سيناء، واستمرت فى نقل الجثث والمصابين لمستشفى طور سيناء منذ الساعات الأولى من صباح أمس. من ناحية أخرى، أمر المستشار محمد عبدالسلام أمين المحامى العام الأول لنيابات جنوب سيناء، بسرعة ضبط وإحضار السفينة «كارجو» الخاصة بنقل البضائع التى تسببت فى الحادث، وأكد مصدر أمنى أنه تم ضبط المركب بالفعل وتم توجيهه إلى ميناء السويس.
كانت سفينة كويتية حمولتها 220 ألف طن بضائع عامة اصطدمت بمركب صيد «بدر الإسلام» الذى كان على متنه 40 صياداً مصرياً بمنطقة جبل الزيت، التى تبعد عن مدينة الغردقة مسافة 50 كيلومتراً، نتج عن الحادث وفاة 8 هم رئيس المركب والميكانيكى و6 صيادين، وإصابة 6 آخرين، واستطاعت عمليات الإنقاذ إخراج 11 صياداً على قيد الحياة.
وقال عبدالرحيم مصطفى، المتحدث الإعلامى باسم هيئة موانئ البحر الأحمر، إنه أثناء مرور السفينة الكويتية «كارجو» التى ترفع علم بنما قادمة من أحد الموانئ الإيطالية مع الساعات الأولى من صباح أمس، محملة بـ«220» ألف طن بضائع عامة، وبعد عبورها من قناة السويس ومرورها بمنطقة جبل الزيت بالبحر الأحمر التى تبعد عن مدينة الغردقة بمسافة 50 كيلومتراً اصطدمت بمركب صيد كان على متنه 40 صياداً مصرياً.
وفى سياق متصل، أصدرت السلطات المصرية تعليمات بتوجه السفينة من منطقة الحادث إلى ميناء سفاجا للتحفظ عليها تحت إشراف القوات البحرية حتى الانتهاء من إجراءات التحقيق والوصول إلى ملابسات الحادث.
ملف خاص
صيادو المطرية يروون حكايات الدم والعذاب فى البحر الأحمر
المطرية: «مدينة الصيادين المنكوبة» تكتسى بالسواد
«أشرف» يبحث عن شقيقه عن طريق «البر» ووالده يبحث عنه عن طريق «البحر»
وكيل المركب: تعويضات الشئون الاجتماعية لا تكفى تكاليف الجنازة
النيابة تأمر بالتحفظ على «ناقلة الحاويات» المتسببة فى الحادث
«البحر» و«الإهمال» يواصلان حصد أرواح الصيادين