«أشرف» يبحث عن شقيقه عن طريق «البر» ووالده يبحث عنه عن طريق «البحر»
أفاق من سباته العميق على رنين هاتفه المحمول قبل أذان الفجر ليتلقى مكالمة مزعجة ومخيفة أخبرته بغرق مركب «بدر الإسلام» الذى يعمل عليه شقيقه «وائل»، ابن الثمانية والعشرين ربيعاً، نهض أشرف حسن الصافورى «26 سنة» من الفراش كالمجنون، ونزل إلى الشارع بسرعه فائقة، وسط ظلام الليل المحفوف بالبرد، وتحدث إلى بعض أقارب صيادى المركب بمدينة المطرية، وتوجه مسرعاً إلى مدينة السويس، ليتلقى رسائل البحر التى تحمل الأخبار إلى اليابسة، لكن الأخبار فى ميناء السويس كانت تشير إلى خروج الجثث والمصابين إلى مستشفى الطور العام بجنوب شبه جزيرة سيناء وليس السويس، فتوجه الشاب الحزين إلى مدينة الطور مستقلاً إحدى سيارات الأجرة. «الوطن» صاحبت «أشرف» فى رحلة بحثه عن شقيقه المفقود، خلال رحلة السيارة التى انطلقت من السويس إلى الطور عبر نفق الشهيد أحمد حمدى لم يتوقف هاتف «أشرف» عن استقبال المكالمات الهاتفية التى كانت تأتيه من مسقط رأسه بالمطرية للاطمئنان على شقيقه، لكنه كان يرد عليها بخوف وقلق قائلاً: «لحد دلوقتى ما أعرفش أشرف عايش ولّا ميت»، صوت بكاء والدته الذى كان يأتيه من خلف سماعة الهاتف كان يزيد توتره وخوفه على شقيقه الذى لم يمر على حفل زفافه سوى شهرين فقط، خلال ساعات السفر الطويلة دخل الشاب فى حالات صمت كثيرة لم يغمض فيها جفونه بل كانت تتساقط منها بعض الدموع الحارة، يقول «أشرف» بصوت متحشرج: «أنا رايح على الطور ومش عارف هعمل إيه بس عرفت إن أبويا وأخويا التانى رجعوا على المكان اللى غرقت فيه السفينة عشان يدوروا عليه فى البحر.
ملف خاص
صيادو المطرية يروون حكايات الدم والعذاب فى البحر الأحمر
المطرية: «مدينة الصيادين المنكوبة» تكتسى بالسواد
وكيل المركب: تعويضات الشئون الاجتماعية لا تكفى تكاليف الجنازة
النيابة تأمر بالتحفظ على «ناقلة الحاويات» المتسببة فى الحادث
مصرع 13 صياداً وإصابة 13 والبحث عن 4 مفقودين فى خليج السويس
«البحر» و«الإهمال» يواصلان حصد أرواح الصيادين