نفسيون عن الهجوم على حارس الاتحاد وبسنت حميدة: «شعور بالنقص والغيرة»
حارس الاتحاد أحمد يحيى
هجوم واسع وشديد اللهجة مخلوط بشائعات خاطئة، تعرض لها كل من اللاعب أحمد يحيى، حارس الاتحاد السكندري، والبطلة بسنت حميدة لاعبة ألعاب القوى، بعد اعتذارها عن عدم المشاركة في بطولة ألعاب القوى المقامة بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، دون مراعاة للظروف الشخصية والاجتماعية لكل منهما.
اعتزال أحمد يحيى لاعب الاتحاد
على خلفية الهجوم الذي شنه الجماهير ضد اللاعب أحمد يحيى داخل المدرجات، انسحب لاعب الاتحاد السكندري، من الملعب بعد أن تعرض لحالة انهيار وخرج بشكل مفاجئ من الملعب، دون مراعاة من الجماهير لظروفه الخاصة، إذ خاض يحيى ظروفًا نفسية سيئة قبل المشاركة في المباراة، وهي وفاة شقيقه قبل يوم واحد من المباراة، وأصر على اللعب والمشاركة عقب غياب عبد المنصف حارس مرمي الفريق لإصابته بنزلة برد.
شائعات حول بسنت حميدة
أما اللاعبة المصرية بسنت حميدة، وبعد الشائعات المغلوطة وحالة الهجوم التي شنها الجمهور ضدها إثر إعلان عدم مشاركتها في بطولة الولايات المتحدة المقبلة، لجأت إلى صفحتها الرسمية على موقع «فيس بوك» لتوضيح الصورة، وأشارت إلى أن ذلك بسبب إصابتها التي تعرضت لها وتخضع حاليا لفترة علاج لن تمكنها من المشاركة في تلك البطولة الدولية، واختتمت كلامها بقولها: «مكنتش حابة أبدًا اني اتكلم في الموضوع ده وكنت حابة إني أظهر الجانب الجيد فقط ولكن كمية الأخبار الخاطئة والتعليقات السلبية غير اللائقة تطلبت مني ذلك».
خبراء علم النفس والتربويون المتخصصون، اعتبروا ظاهرة الهجوم على المشاهير من الرياضيين أو المبدعين، سواء في الحقيقة أو بين رواد السوشيال ميديا ليست ظاهرة نفسية جديدة وإنما فقط أصبحت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة لإظهار تلك الصفات السيئة دون رقيب، بحسب وصفهم.
الدكتور ماهر الضبع، أستاذ علم النفس في الجامعة الأمريكية، بدأ حديثه لـ«الوطن» بالإشارة إلى أن تلك الصفة السيئة ليست صفة بشرية جديدة، ولكن السوشيال ميديا أظهرت الوضع فقط، إذ يسعى بعض الأفراد إلى هدم الناجحين بكلمات شديدة اللهجة لتعويض شعورهم بالنقص وعدم قدرتهم على تحقيق النجاح مثلهم، بحسب تعبيره.
اضطراب نفسي وغيرة من النجاح
وأشار «الضبع» إلى أن المشاهير عليهم عدم التأثر بتلك التعليقات السلبية: «لازم هما يفهموا إن اللي بيعمل كده مضطرب نفسيا ومياخدوش الهجوم بصورة جد ولا محمل اهتمام» مؤكدًا أن هؤلاء المشاهير الناجحين عليهم استكمال طريقهم في النجاح، دون الالتفات إلى أحد مهما بلغت حدة الهجوم: «الناس اللي بتهاجمهم مفروض تشغل نفسها بنجاحها أحسن بدل ما يضيعوا وقتهم في منشورات سوشيال ميديا»، بحسب تعبيره.
الدكتور خالد كمال، الخبير النفسي والاجتماعي، أشار في بداية حديثه لـ«الوطن» إلى أن الجمهور ينتمي إلى فئات مختلفة من مختلفي الثقافة والتعليم، وليس فئة واحدة، وبالتالي يصعب تصنيف تفكيرهم وتحليل الدوافع النفسية وأن ما حدث ينطبق عليه سياسة القطيع: «ممكن يكون 4 أو 5 منهم شتم اللاعب باقي الجمهور انساق وراهم دون تفكير»، بحسب تعبيره.
ضرورة عدم التأثر بكلام الجمهور
وتابع «كمال» في حديثه عن الهجوم الذي تعرض له اللاعب أحمد يحيى، لاعب الاتحاد السكندري، بأنه كان يجب عليه ألا يتأثر بكلام الجمهور إلى تلك الدرجة التي أجبرته على الانسحاب وإعلان اعتزاله: «هو محتاج تدريبات سيكولوجية لأن لاعبين كتير بيحصل معاهم كده والمفروض إني متأثرش للدرجة دي».
أما عن اللاعبة المصرية بسنت حميدة، فأشار «كمال» إلى أنه كان من المفترض أن يصدر الاتحاد المصري بيانًا يوضح فيه سبب عدم تواجدها في البطولة حتى لا يعطي مساحة للجمهور لإطلاق تلك الشائعات الخطأ.
افتقاد المرونة في التفكير
وعن طريقة تعامل جمهور السوشيال مع اللاعبة المصرية، قال الخبير النفسي: «غالبا هم شباب في سن مراهقة ليس لديهم مرونة في التفكير، إذا شاركت وحصلت على ميدالية فهي بطلة وإذا لم تشارك فهي مقصرة في حق الوطن»، وبالتالي لا يجب التفات اللاعبة إلى تلك التعليقات السيئة الصادرة منهم بحسب تعبيره.