«الرزق يحب الخفية» قاعدة مصرية يسير على نهجها «السيد أحمد»، 30 سنة، ابن مدينة الإسكندرية، حيث يعمل في جميع الأعمال الممكنة صيفا أو شتاءً، من أجل كسب قوت يومه هو وأسرته الصغيرة المكونة من زوجته وأبناءه الأربعة، متخذا من كورنيش الإسكندرية موقعا لعمله، حيث يبيع الجيلاتي صيفا والشاي الساخن شتاءً.
الكورنيش لكسب الرزق
الشاب السكندري الذي لم تتح له فرصة التعليم، اعتاد على العمل الشاق منذ صغره: «جربت كل الأشغال الممكنة، لحد ما لقيت نفسي على الكورنيش، الشغل فيه رايق ورزقه حلو وأرحم من أشغال تانية صعبة»، هكذا قال «السيد» عن سبب اختياره الكورنيش لكسب الرزق.
وأضاف لـ«الوطن»، أن عمله على الكورنيش في بيع الجيلاتي أكسبه صنعة تتمثل في معرفة صنع الجيلاتي الشعبي الشهير في الإسكندرية، حيث يجلب الفاكهة ويعصرها ويحولها إلى جيلاتي مثلج لبيعه صيفا، فيما تقل نسبة بيع الجيلاتي خلال فصل الشتاء ما يجعله يقف بـ«نصبة شاي» لتدفئة المواطنين، وكأنه يدرك احتياجات العملاء على الرغم من عدم دراسته أسس التجارة، إلا أنه تعلم في «مدرسة الحياة» على حد وصفه.
يعشق بيع الجيلاتي عن الشاي
يعشق الشاب السكندري بيع الجيلاتي عن الشاي: «الجيلاتي المتلجة على الكورنيش هي اللي بترطب على قلب الناس في عز الحر، واتعودت أبيعها من أيام ما كانت بـ50 قرش، وحتى دلوقتي بعد ارتفاعها لـ3 جنيه ونص، تفضل هي أرخص أنواع الجيلاتي على كورنيش الإسكندرية».
لم يكن هذا هو السبب الوحيد لتفضيله بيع الجيلاتي عن الشاي، إلا أن عربة الجيلاتي هي سببه الآخر، كونه يضع صور أبنائه الأربعة وأسمائهم عليها «رونزي، مكة، يسر، مالك»، حيث يتفائل بهم، ويشعر بالسعادة كونه يوثق صورهم أمام الزبائن.
أنواع بسكويت الجيلاتي
«أحمد» يوضح أن هناك نوعين من بسكويت الجيلاتي، الأول يسمى «كونو» وهي البسكويت الرقيق الذي اشتهر في القرن الماضي، ويعد هو البسكويت الأصلي للجيلاتي وتباع الواحدة منه بـ3.50 جنيه، فيما تبرز البسكويتة الثانية «الكولوكلو» وهي ما تعرف بـ«الفريسكا»، إلا أنها يتم تحويلها إلى بسكويت للآيس كريم، وتبدأ سعر الجيلاتي منها 5 جنيهات وصولا إلى 7.50 جنيه، حيث يزداد الحشو بداخلها، مؤكداً أن بيع الجيلاتي متعة خاصة، إلا أنه لا يمانع أي عمل طالما كان حلالا: «الرزق ميتقالوش لأ».
تعليقات الفيسبوك