خطبة الجمعة اليوم.. المسجد وآدابه ودوره في المجتمع
صلاة الجمعة بأحد المساجد - أرشيفية
أكدت دار الإفتاء المصرية على موقعها الرسمي، أن خطبة الجمعة اليوم، تدور حول أهمية المساجد في المجتمعات الإسلامية، فضلا عن دورها المؤثر، كما تتطرق الخطبة إلى آداب المساجد والتواجد بها، وتوضح «الوطن» في التقرير التالي نص خطبة الجمعة اليوم، وفقا لما أعلنته وزارة الأوقاف.
خطبة الجمعة اليوم
جاء في نص خطبة الجمعة اليوم: المسجدُ مكانتُهُ ورسالتُهُ ودورُهُ في المجتمعِالحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ: «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ»، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهم صلِّ وسلمْ وباركْ عليه، وعلى آلهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.
وبعدُ:
فإنَّ للمسجدِ في الإسلامِ أهميةً عُظمَى، ومكانةً كُبرى، فهو أحبُّ البقاعِ إلى ربِّ العالمين، وبيتُ الأتقياءِ الصالحين، وقد أضافَهُ الحقُّ سبحانَهُ إليهِ إضافةَ تشريفٍ وتكريمٍ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: «وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا»، ويقولُ نبيُّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم: «أَحَبُّ البِلَادِ إلى اللهِ مَسَاجِدُهَا»، ويقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم: «المسجدُ بيتُ كلِّ تقيٍّ».
المسجد مدرسة وجامعة تتغذى فيها الأرواح
وتتطرق خطبة الجمعة اليوم إلى توضيح دور المساجد، حيث جاء في نص الخطبة: «المسجدُ مدرسةٌ جامعةٌ تتغذَّى فيهَا الأرواحُ بالذكرِ وتلاوةِ القرآنِ الكريمِ، وتُبنَى العقولُ على أساسٍ من الوعْيٍ الرشيدِ، ويتربَّى النشءُ على القيمِ النبيلةِ والأخلاقِ الفاضلةِ، وعمارةُ المساجدِ – مبنَى بتشييدِ البنيانِ، ومعنى ببناءِ العقولِ المستنيرةِ– أجرُهَا عظيمٌ عند ربِّ العالمين، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: ﴿فِی بُیُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَیُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُۥ یُسَبِّحُ لَهُۥ فِیهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡـَٔاصَالِ ٣٦ رِجَالࣱ لَّا تُلۡهِیهِمۡ تِجَـٰرَةࣱ وَلَا بَیۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِیتَاۤءِ ٱلزَّكَوٰةِ یَخَافُونَ یَوۡمࣰا تَتَقَلَّبُ فِیهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَـٰرُ ٣٧ ﴾، ويقولُ نبيُّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم): مَن غدَا إلى المسجدِ أو راح، أعدَّ اللهُ له نُزُلًا مِن الجنَّةِ كُلمَا غدَا أو راح، ويقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم: مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».
لذلك رغبَ الشرعُ الحنيفُ في بناءِ المساجدِ وصيانتِهَا والمحافظةِ عليها، حيثُ يقولُ نبيُّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم: «مَن بَنَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ له مِثْلَهُ في الجَنَّةِ»، والقائمونَ على ذلكَ هُمْ أهلُ المنازلِ العاليةِ، ولا أدلَّ على ذلك مِن تَفقّدِ نبيِّنَا عليه الصلاةُ والسلامُ أحوالَ المرأةِ التي كانتْ تقُمُّ مسجدَهُ الشريف، وصلاتُهُ عليها بعدَ موتِهَا إشارةٌ إلى عُلوِّ قدرِهَا عندَ ربِّ العالمين.
آداب المسجد
وجاء في خطبة الجمعة اليوم تعريف العباد بآداب المسجد والوجود بداخله، حيث نصت على: للمسجدِ آدابٌ ينبغِي أن تُراعَى، منها: القدومُ عليهِ في أجملِ هيئةٍ، وأحسنِ ثوبٍ، وأطيبِ رائحةٍ، تتناسبُ وقداسةُ المكانِ؛ فإنَّمَا يُناجِي المصلّي في المسجدِ ربَّهُ، والمسجدُ موضعُ اجتماعِ الصالحينَ، وتنزلِ الملائكةِ المقربينَ، فينبغِي أنْ يكونَ المصلّي في أحسنِ صورةٍ، حيث يقولُ سبحانَهُ: (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ)، ويقولُ نبيُّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم: «اللَّهَ أحقُّ من تزَّيَّنَ لَه».
ومنها: المشيُ إلى المساجدِ بخشوعٍ وسكينةٍ، حيث يقولُ نبيُّنَا عليهِ الصلاةُ والسلامُ: «إذا سمعتُم الإقامةَ فامشُوا إلى الصلاةِ وعليكُم السَّكينةَ والوقارَ»، فالمساجدُ محلُّ الطمأنينةِ والسكونِ، ولذلك وردَ النهيُ عن رفعِ الأصواتِ في المسجدِ، يقولُ نبيُّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم: «إِنَّ الْمُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيَنْظُرْ مَا يُنَاجِيهِ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ»، كما وردَ النهيُ عن البيعِ والشراءِ في المسجدِ، يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم عن المساجدِ: «إنَّما هي لِذِكْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والصَّلاةِ وقِراءَةِ القُرْآنِ».