حروب «الجيل الرابع».. أنا شارب سيجارة بُنى
«عسكرياً، مصر يصعب احتلالها أو حتى تدميرها، فجنودها خير الأجناد، وتاريخها ملىء بالنصر فى الحروب والعلاقات، وأرضها ابتلعت الغزاة من شرق وغرب، لذا كان على العدو أن يهاجمنا من مكانه، إما بصواريخ تستهدف قواعدنا، أو بأفكار هدّامة تستهدف عقول شبابنا، فكان الخيار الأخير»، هكذا رصد أساتذة وخبراء الاجتماع حالة «انحطاط» ثقافى وأخلاقى وفنى واجتماعى، اتهموا خلالها الدولة بالتقاعس عن الدفاع عن الذوق العام للمجتمع المصرى، وترك شبابه فريسة لحروب الجيل الرابع القائمة على هدم الأفكار والمعلومات. الدكتور على جبلى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية، يرى أن ما نشهده من تحوّلات فى ثقافة الشباب والجيل الصاعد، أمر ملازم للمرحلة التى نمر بها، والتى تسمّى مرحلة «الحداثة المتأخرة»، أو مرحلة «ما بعد الحداثة»، لارتباط مصر بالعالم.
يلفت «جبلى»، إلى أن العولمة بما تحتويه من تقدّم تكنولوجى، جعلت العالم ينقلب فى القيم والأخلاق والتطلعات، وحملت إلى مصر الكثير من الفرص الإيجابية والسلبية، موضحاً أن العالم العربى يتخوّف ويركز على مخاطرها دون الاستفادة من المصالح التى تعود من ورائها.
الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ترى ضرورة تكاتف مؤسسات الدولة، للتصدى للحركات الفكرية المخترقة للمجتمع والشباب المصرى، مشيرة إلى أن المجتمع يتعرّض لحرب الجيل الرابع منذ فترة، فى ظل عدم التصدى لها، وغياب قوة ضاغطة تواجه التغيّرات التى تطرأ على المجتمع نتيجة الانفتاح الثقافى والاجتماعى والفكرى، مدعومة بتقدم تكنولوجى هائل، وأن الطفل ذا السنوات الخمس بإمكانه تشغيل الحواسيب الآلية أفضل من جده ووالده، موضحة أن صراع الأجيال نتيجة طبيعية للحراك التكنولوجى والثقافى، وهو مقبول طالما لم يؤدِ إلى التفكيك.
وتتنقد الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، دور الأزهر الشريف فى الحفاظ على ثقافة وتديُّن شباب المجتمع المصرى من أى أفكار دخيلة ومتطرفة.
جانب آخر يرصده الدكتور زين نصار، أستاذ النقد الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون وعضو اللجنة العلمية لمهرجان الموسيقى العربية، يقول إنه لا يستبعد أن يكون قد تم منع الأغانى الوطنية بعد معاهدة كامب ديفيد، إذا ما تم رصد الأغانى الوطنية من ذلك التاريخ.
ويستنكر «نصار»، انتشار الأغانى الهابطة، بين شباب الجيل الحالى، واحتواءها على ألفاظ لا تليق بالذوق العام للمجتمع المصرى، منتقداً تجاهل نقابة الموسيقيين وهيئة الرقابة على المصنفات الفنية التابعة لوزارة الثقافة وأجهزة الإعلام التى تبث الأغانى المسفّة، التى حطت من أخلاق الشباب الحالى، مطالباً بمنع بث أى أغانٍ رخيصة أو محرّضة على سوء الأخلاق، مستبعداً أن تكون الرقابة بهذه الطريقة تعدياً على الحرية الفنية، بقوله: «يعنى إيه أغنية يبقى فيها أنا شارب سيجارة بنى، أنت حر ما لم تضر، والفنان اللى يقولك دى حرية، قوله ده فى بيتكم».
ملف خاص
بروفايل| كمال الجنزورى.. إكس لا يموت
يا صغير على «العيادة النفسية»
وما الدنيا إلا «قعدة مزاج» وفيلم بورنو