الخيول مصدر قوة عائلة «الطحاوية» بالشرقية.. ورثناها جيل بعد جيل
الطحاوي سعود أحد أبناء العائلة
وسط أجواء هادئة تجد الكثير من أفراد عائلة «الطحاوية» يتجمعون سواء داخل منازلهم أو خيامهم يتحلقون حول فناجين القهوة، يتجاذبون أطراف الحديث، وقصص الخيول العربية الأصيلة والفروسية بينهم، يتناقلوها من جيل لآخر منذ أن ارتبطت بها حياة أجدادهم في أثناء إقامتهم في شبه الجزيرة العربية وحتى انتقالهم إلى مصر، واختيارهم محافظة الشرقية للإقامة بها، وانتشرت الخيول الأصيلة بالمحافظة حتى أصبحت شعارًا لها.
«الطحاوية» أصل الخيل في الشرقية
«ما زلنا مرتبطين بالخيول، عهدناها مصدرًا للقوة والجمال وتوارثناها وورثناها للأجيال»، هكذا وصف يحيى الطحاوي، المقيم بقرية سعود التابعة لمركز الحسينية في محافظة الشرقية الخيول، مؤكدًا أن أصل الطحاوية يعود إلى قبيلة الهنادي من بني سُليم التي نزحت إلى مصر مع خيولهم خلال الفتوحات الإسلامية منذ أكثر من 300 سنة.
تربية الخيول وإتقان فنون الفروسية
عاش أجداد عائلة «الطحاوية»، في شبه الجزيرة العربية واشتهروا بتربية الخيول والتباهي بها، وكانوا يتقنون الفروسية للدفاع عن أنفسهم عند خوض أي معركة، وفق «الطحاوي»: «خيولنا هي رمز قوتنا، كنا نخوض بها كل المعارك، ولما الجفاف ضرب شبه الجزيرة العربية قرر أجدادنا الرحيل إلى مصر».
لم يقتصر دور عائلة «الطحاوية»، على المشاركة في المعارك بخيولهم قديما، بل ساعد أفراد القبيلة الراحل محمد علي باشا، في حرب السودان واليونان والشام، إذ أمدوه بالخيول الغربية الأصيلة القوية كما دربوا العديد من الجنود على الفروسية، وشاركوا في هذه الحروب وحققوا انتصارات كثيرة وفقا لكبير العائلة: «كنا شجعان وشاركنا في الحروب ودربنا الجنود وقت محمد علي باشا».
الحفاظ على التراث والخيول العربية الأصيلة
استطاع أفراد العائلة، الحفاظ على التراث والخيول العربية الأصيلة، إذ يحفظ الكثير منهم نسبها وفقا لـ«الطحاوي سعود»، أحد كبار القبيلة: «حافظنا على خيولنا وتراثنا وحافظين نسبها وبنسرده بدقة، وسجلنا بعضها ضمن منظمة waho، وكمان بنشارك في السباقات المختلفة وأولادنا وأحفادنا عارفين أصولها».
يحفظ الأبناء نسب أجدادهم وخيولهم، وتاريخ الفروسية وفقا لـ«سعود»: «الأطفال حافظين تاريخ أجدادهم ومنهم الشيخ عبدالله سعود الطحاوي، الذى أحضر الحصان دهمان من حمص عام 1322 هجرية - 1904 ميلادية وكان لهذا الحصان أثره الإيجابي البالغ على خيول الطحاوية طوال القرن العشرين، كما استطاع أن يجلب أفضل أنواع الخيل وأوصاهم بالحفاظ عليها».