«نتعشى مع بعض يا صاحبي».. آخر كلمات سائق الميكروباص المتوفى في حادث طنطا
سائق ميكروباص حادث سير طنطا بسيون
كانت نظرته على أولاده الثلاثة وزوجته، هي نظرة الوداع، قبل أن يغلق باب منزله مستقلا سيارته الميكروباص، بعد صلاة الفجر، فالقدر لم يمهله العودة إليهم من أجل تناول العشاء معهم، وسماع حكايتهم في أول أيامهم في المدرسة.
«كان بتاع شقا» بهذه الكلمات وصف كامل جاد الله، حياة عبد الحكيم محمد، سائق ميكروباص حادث سير طريق طنطا بسيون، مساء السبت، والذي راح ضحيته 6 أشخاص هو من بينهم، وإصابة 9 آخرين، بعضهم يرقد في العناية المركزة يصارع الموت، لافتا إلى أن السائق المتوفى، بدأ حياته سائقا على توك توك ينقل المواطنين بين شوارع قريته كفر بار الحمام، بمركز بسيون، ثم عمل على تطوير نفسه، بعد رحلة كفاح، اشترى سيارة سوزوكي، ومع مرور الوقت، قام ببيعها وشراء السيارة الميكروباص، التي شهدت الحادث.
وأشار جاد الله، إلى أن السائق عبد الحكيم، ييلغ من العمر 35 عاما، حاصل على دبلوم ومتزوج ولديه 3 أطفال، «عبد الحكيم لديه 3 أطفال في مراحل تعليمية مختلفة، محمد في الأول الإعدادي، أحمد في الخامس الابتدائي، ساهر في الصف الأول الابتدائي، المتوفى مثال للأدب والأخلاق، وكان له نصيب من اسمه عبد الحكيم وهو فعلا كان حكيم».
تناول العشاء مع صديقه
«نتعشى مع بعض يا صاحبي الأكل جاهز»، تلك الكلمات كانت آخر ما قاله عبد الحكيم محمد، سائق ميكروباص حادث سير طريق طنطا- بسيون، مساء السبت، والذي راح ضحيته 6 أشخاص هو من بينهم، وإصابة 9 آخرين، بعضهم يرقد في العناية المركزة يصارع الموت، إلى صديقه محمد شفيق، قبل لحظات من وقوع الحادث، وأشار صديق السائق المتوفى، إلى أنه اعتذر له عن تناول العشاء معه في منزله، وأخبره أنه سوف ينتظره على القهوة في القرية، ولم تمر دقائق وعلم بالخبر من أحد السائقين في القرية.
وتابع «شفيق» أن السائق عبد الحكيم، اشترى السيارة الميكروباص، منذ عامين بنظام التقسيط، وكان ملتزما في السداد بشكل شهري، ولم يتبقَ سوى 13 إيصالا، وكان حلمه هو الانتهاء من أقساط السيارة لتصبح ملكا له، مشيرا إلى أنه كان يعمل بسيارته مع إحدى الشركات يوصل المهندسين والعمال بها، وكان يوميا يخرج من القرية بعد صلاة الفجر، متجها إلى القاهرة، ويعود في المساء إلي منزله.
تشييع الجثمان
وأضاف أنه تم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير بمسقط رأسه، بعد أداء صلاة الجنازة عليه، في صباح يوم الأحد الماضي، في مشهد جنائزي مهيب، لم تشهده القرية من قبل، وسط صراخ وانهيار أسرته وحالة من الحزن الشديد انتابت أهالي القرية، حزناً على فراقه.