غدر الصحاب.. قصة مقتل تاجر على يد صديقه لسرقة 5 آلاف جنيه بالشرقية
جثة
داخل شقة سكنية جلس الصديقان، «زكريا فرحات عبداللطيف» و«عبدالله صابر عبد الله»، كعادتهما يتبادلان الحديث، حول عملهما في تجارة الماشية، وأخبار أسرتيهما، إلا أن الثاني أعد سيناريو للتخلص من الأول للاستيلاء على ما بحوزته من مال.
وبعد مرور الوقت، توجها إلى النوم وانتظر الصديق الخائن حتى استغرق صديقه في النوم واقترب نحوه بخطوات بطيئة، وما إن اقترب منه أحكم قبضتيه حول عنقه، وعندما حاول مقاومته ضربه بآلة حادة على رأسه ما أدى لوفاته، وسارع بسرقة مبلغ مالي وهاتفه المحمول، وادعي تعرض صديقه لحادث إلا أنه سقط في قبضة رجال الشرطة، وأحيل إلى محكمة جنايات الزقازيق التي عقدت أول جلسات محاكمته أمس.
المتهم كانت تربطه علاقة صداقة بالمجني عليه
«حسبي الله ونعم الوكيل، حرمنا منه، ويتّم عياله الثلاثة»، بتلك الكلمات بدأ فرحات عبد اللطيف مقيم في مركز الحسينية، والد المجني عليه، حديثه لـ «الوطن»، مشيرا إلى أن المتهم كانت تربطه علاقة صداقة بابنه منذ عدة سنوات، وكانا يعملان سويا في تجارة الماشية.
وتابع: «مصدقتش إنه ممكن يقتل ابني، ويغدر بيه، كان بيياكل معاه في طبق واحد» وأكمل، الأب باكيا: «قتله بدم بارد، وحاول إيهامنا بوفاته في حادث، تلقينا من المتهم اتصال تليفوني أبلغنا بإصابة ابني في حادث ولم نشك في حديثه، وذهبنا لإحضار الجثة، وفي بلاغ المستشفى وافقنا على أقوال المتهم التي أدلى بها، على أنه تعرض لحادث».
رجال الشرطة شكوا في المتهم
وأردف: «رجال الشرطة شكوا في المتهم، خاصة في ظل وجود خدوش في وجهه، بالإضافة إلى أن تقرير المستشفى أفاد بتعرضه للخنق، فألقت الشرطة القبض على المتهم واعترف بارتكاب الواقعة، بهدف سرقته بسبب مروره بأزمة مالية، وأرشد عن المسروقات في منزله.
والتقط شقيق المجني عليه «تامر فرحات»، طرف الحديث، قائلًا إنّ الجاني ذهب إلى شقيقه يشكو سوء علاقته بوالده وأنه طرده من المنزل وكان حديث الزواج هو الآخر إذ لم يمضِ 4 أشهر على زواجه، موضحًا أن شقيقه المجني عليه أشفق عليه، واصطحبه إلى منزل العائلة في القرية وأكرمه بالضيافة، على أن ينتقلا سويًا للعمل في المرج.
شقيق المجني عليه: المتهم حرمنا من أخونا ويتّم عياله
وتابع «تامر» في حديثه لـ«الوطن»، أن شقيقه يعمل تاجر أعلاف برأس مال كبير منذ عدة سنوات، لافتاً إلى أنه دخل سوق العمل منذ كان عمره 13 عاما، وتزوج مبكرا في عمر 19 عاما، وأنجب طفلتين لم تسعدا بوالدهما، فضلًا عن ولادة طفله الأخير قبل وفاته بشهرين، معلقًا: «عبد الله حرمنا من أخويا ورمّل مراته ويتّم ولاده، عوضنا على الله».
فيما قال محمد فرحات، الشقيق الأكبر للمجني عليه: «ماكنتش أتخيل أخويا يموت قتيل»، مسترجعًا يوم الواقعة وسرد تفاصيل مكالمة صديق شقيقه الراحل يبلغه أنه توفي نتيجة حادث اصطدام بسيارة، مؤكدًا أنه أنهى إجراءات الدفن دون شك إلا أن الريبة دخلت قلوبهم بسبب وجود جروح وإصابات في الدماغ وأسفل الرقبة، فضلًا عن تعدد روايات صديق شقيقه وعدم اتزانه وثباته، فتغير كلامه ما بين سيارة صدمته وبين معرفته بسيدات تسببن في مقتله، معلقًا: «ربنا كشف الحقيقة، وحررنا محضر رقم 315 الحسينية، والنيابة كشفت الحقيقة».
«ما لحقتش أتهنى بجوزي وعيالي اتيتموا قبل ما يعرفوا أبوهم»، بتلك الكلمات وصفت زوجة المجني عليه شعورها بعد الواقعة المؤلمة، مؤكدة أن زوجها الراحل كان سندًا لكل عائلته ويعتمد عليه الجميع: «أنا عايزة ناري تبرد وجوزي يرتاح في قبره وأمه تهدى من حرقة قلبها».
وكان المحامي العام أحال المتهم إلى محكمة جنايات الزقازيق بتهمة قتل المجني عليه عمدا مع سبق الإصرار والترصد، حيث قام بالضغط على عنقه، وعندما حاول الضحية المقاومة بادر المتهم بضربه باستخدام أداة حادة، وعاود التعدي عليها بالضغط على رقبته حتى توفي، وتبين أن المتهم سرق 5700 جنيه، وهاتف محمول، مملوكين للمجني عليه.
خبير قانوني يوضح العقوبة
وقال هشام رضوان المحامي بالنقض والموكل بالدفاع عن المجني عليه، إنّ تحقيقات النيابة انتهت باعتراف المتهم بقتل زكريا فرحات تاجر الأعلاف، والقانون في تلك الحالة يوجه إليه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتكون العقوبة الإعدام شنقًَا.