انتشار سرقة الحطب في أوروبا للتدفئة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة
«أسوشيتيد برس»: بعض المناطق تثبت أجهزة تتبع ومخاوف من سوق سوداء
اللجوء إلى الحطب في أوروبا للتدفئة
سلطت وكالة أنباء «أسوشيتيد برس»، الأمريكية الضوء على ما وصلت إليه أزمة الطاقة في أوروبا، مشيرة إلى ن مواطنين أوروبيين لجأوا إلى التدفئة بالحطب وقطع الأخشاب مع قدوم الشتاء، كبديل أقل سعرا، في وقت بدأت تظهر فيه عمليات سرقة الحطب وقطع الأخشاب ما دفع بعض المناطق إلى تثبيت أجهزة تتبع.
وقالت الوكالة الأمريكية إنّ أزمة الطاقة في أوروبا الناجمة عن خفض روسيا لتدفقات الغاز الطبيعي وسط أزمتها مع أوكرانيا أجبرت بعض الناس على اللجوء إلى مصادر تدفئة أرخص مثل الحطب مع برودة الطقس، ولكن مع تزايد عدد الأشخاص الذين يقومون بتخزين قطع الأخشاب وحرقها، ارتفعت الأسعار بشكل كبير، وتم الإبلاغ عن حالات النقص والسرقات، وبدأت عمليات الاحتيال في الظهور.
الشتاء ربما يكون مدمرا
وأشارت الوكالة إلى أن جمهورية مولدوفا السوفيتية السابقة، تشهد حالة من القلق من أن هذا الشتاء قد يكون مدمرًا للعديد من سكانها بسبب ارتفاع تكلفة الكهرباء والحرارة، حيث تضاعفت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في أوائل عام 2021 على الرغم من انخفاضها عن أعلى مستوياتها القياسية في أغسطس.
ولا يقتصر استخدام الحطب على الدول الفقيرة في أوروبا مثل مولدوفا، ولكنه انتشر عبر مناطق أكثر ثراءً في أوروبا أيضًا، إذ تشهد الغابات المملوكة للدولة في ألمانيا وبولندا وجمهورية التشيك طلبًا أقوى بكثير على الكميات المحدودة من الحطب التي تبيعها كجزء من إدارتها المستدامة للغابات.
وأوضحت أن أشخاص لم يطلبوا الحطب من قبل، يبدو أنهم غير مدركين أنه يجب شراؤه قبل عامين حتى يجف بدرجة كافية ليتم حرقه في مواقد الحطب، وفقًا لخدمة الغابات في ولاية هيسن جنوب غرب ألمانيا.
أشخاص يجمعون الأخشاب المتساقطة من الغابات
ووفقا للوكالة، يرى حراس الغابات الألمان أيضًا مزيدا من الأشخاص يجمعون الأخشاب المتساقطة في الغابات، وغالبًا ما يجهلون أنها غير قانونية.
واضطرت غابات الدولة التشيكية، التي تبيع الأخشاب للاستهلاك المنزلي فقط، إلى الحد من كمية الحطب المباعة للأفراد لمنع عمليات المضاربة بأسعار هذه الأخشاب.
وفي بولندا، نما الطلب على حطب الوقود الصغير من غابات الدولة بنسبة 46% وارتفع حجم الحطب الأكبر بنسبة 42% حتى نهاية أغسطس مقارنة بالعام الذي سبقه، وكان هذا حتى قبل الخريف، وعندما كان الطلب على الحطب في ذروته.
سرقة الحطب
وقال ميشال جزوفسكي المتحدث باسم الغابات الحكومية في بولندا إن «هناك بالطبع اهتمام متزايد بالحطب في مناطق الغابات لأنه اليوم أرخص وقود متوفر»، مضيفا أنه «من المحتمل أن يكون الحطب الصغير أرخص مادة للتدفئة في دول الاتحاد الأوروبي»، وقال إن سرقة الحطب التي كانت موجودة دائمًا إلى حد ما، آخذة في الازدياد.
ولردع السرقة، تقوم إدارة الغابات في ولاية نوردراين فيستفالن الألمانية بتجربة إخفاء أجهزة تتبع نظام تحديد المواقع العالمي، حسبما قالت المتحدثة نيكول فيجلر، ولم تكن هناك سلسلة مفاجئة من السرقات على نطاق واسع، لكن الزيادات الأخيرة في الأسعار أثارت مخاوف أصحاب قطع الأراضي الصغيرة في الغابات، الذين قد يواجهون خسائر كبيرة إذا تم تمرير مجموعة من جذوع الأشجار.