«محمد» يفتح أبواب ورشته لتعليم فن النحت للأطفال: «بحافظ عليه من الاندثار»
محمد كساب يعلم الأطفال النحت بالفخار والجبس
أحب محمد كساب صاحب الـ51 عامًا مهنة النحت، التي يعمل بها منذ كان في عمره 16 سنة، وبعد فوزه بالجائزة الأولى في فن النحت بالفخار في مسابقة أقامتها محافظة بني سويف، قرر أن يعلم النحت للأطفال الصغار لمنع تلك المهنة من الاندثار، وفتح أبواب ورشته في قرية الفخارين بمدينة الفسطاط في مصر القديمة.
يحكي «محمد» أنه اعتاد منذ سنوات، على تعليم الأطفال فن النحت سواء بالخزف، أو بالفخار أو بالجبس، لأن ممارسة النحت سواء كمهنة أو تعليم «مزاج» بحسب تعبيره، ويجعل العاملين معه في الورشة يساعدوه في تعليم الأطفال أيضًا، لكنه يخصص يوم كامل كل فترة ليعلم الصغار بنفسه.
سبب حب الأطفال للنحت
أوضح الرجل الخمسيني أن سبب حب الأطفال للنحت، هو أنهم يصبون تركيزهم في شيء، و سرعان ما يجدون شكل فني بين أيديهم ويحتفظون به للذكري وللفخر بأنهم صنعوه بأنفسهم، مشيرًا إلى أن الطفل يحب التشكيل بطبعه، فمن المستحيل أن نجد طفلا لا يحب اللعب بالصلصال في المدرسة، ونفس الحال بالنسبة للفخار أو الجبس، ولكنه يحقق لهم متعة أكبر، لأن أشكاله تكون صلبة ومن الصعب اتلافها.
و تتمثل صعوبة تعليم الصغار، فن النحت، في العِند الفطري لديهم، إذ إنّ الطفل يأخذ وقتًا طويلًا كي يقتنع أنه يجب أن يتعلم التشكيل والنحت على خطوات، وكذلك إصرار بعضهم على البدء مباشرة في استخدام الجبس، و هو ما يعتبر المرحلة الثالثة في خطوات التعليم: «أول حاجة الطفل بيتعلمها هي التشكيل بالفخار لأنه أسهل خطوة، وبعدين يتعلم النحت على الخزف، وفي الآخر تيجي خطوة الجبس»، بحسب حديث «محمد» لـ«الوطن».
«كساب»: النحت بيعلم الأطفال الصبر
صادف «محمد» كثيرًا من الأطفال الموهوبين بالفطرة، الذين استطاعوا تشكيل تحف فنية مميزة بالفخار من تصميمهم، مؤكدًا أن الطفل يخرج من ورشته ليس فقط متعلمًا النحت والتشكيل بالمواد المختلفة، ولكنه يتعلم أيضًا الصبر، لأنه في بداية النحت بالخزف أو الفخار، يجب خلط الطين بالماء وتركه فترة من الوقت، ثم البدء في استخدامه، أما في حالة استخدام الجبس، فالمجهود يتضاعف، نظرًا لأن الجبس يمكن تشكيله كمادة منفردة، وأيضًا يصنع منها القوالب التي يُصب فيها الفخار والخزف، كل هذه التحضيرات يفعلها الطفل فتجعله «فنانا صبورا».