452 عملا فنيا بالمعرض العام الدورة 43.. و«نقاد»: تجارب واعدة في النحت والتصوير
جانب من المعرض العام 2022
المعرض العام يعد أحد من أهم ملتقيات الفن التشكيلي، إذ يزخر الحدث الذي تنظمه وزارة الثقافة، بمجموعة رائعة من الأعمال التي تجسد هويتنا الحضارية، لتعكس مستوى تطور الحركة الفنية المصرية، ويمكن من خلاله استكشاف المؤثرات الثقافية، التي يختزنها المبدع في وجدانه، ليعبر عنها بأدواته في عمله الفني.
وتضم الدورة الـ43 من المعرض العام، الذي يحتضنه قصر الفنون بساحة دار الأوبرا، على مدار سبتمر الجاري، ما يزيد على 400 عمل فني في مختلف مجالات الفنون، أبدعها 332 تشكيليا، يشاركون في الدورة الحالية، وأجمع العديد من الفنانين والنقاد، على تميز الدورة الحالية التي تمثل عودة الروح للحدث الفني الأضخم، مشيدين بمستوى المشاركات في مجال النحت.
«عبدالمحسن»: عزلة كورونا أفادت المبدعين
الدكتور عبد الوهاب عبدالمحسن، أحد الفنانين الكبار، عبر عن سعادته بمستوى الدورة الحالية، وبمشاركته فيها بلوحة تصوير بعنوان «خاتم سليمان»، قائلا في تصريحات لـ«الوطن»: «أشارك في المعرض العام منذ عام 1983، والباب كان مفتوحا لمشاركة فنانين كبار في هذه الدورة، إلى جانب تجارب متميزة للشباب أصحاب التجارب الواعدة والراسخة، وهو ما خلق حالة تنوع ثراء في المعرض وفرصة للالتقاء التجارب المختلفة للفنانين، واحتكاك الأجيال الجديدة مع الكبار».
وأوضح «عبدالمحسن»، أن فترة عزلة كورونا في الفترة الماضية، أتاحت للفنان مراجعة نفسه، والتركيز على التجارب الإبداعية، ولم نعد نرى مسألة التبعية للثقافات الأخرى، وبدأنا نشوف اهتمام الشباب ببيئته، والتجويد في العمل الفني.
وتابع: أن هناك مجموعة من الفنانين، احتشدوا هذا العام للمشاركة، وهناك تميز في النحت والتصوير، كما لاحظت استخدام الحليات في الأعمال، وتزيين العمل وإعطائه زخم لومي وبصري، والنظر إلى الطبيعة واستلهام الموروث الحضاري.
«أبو المعاطي»: المعرض فرصة لاحتكاك التجارب المتنوعة
الدكتور حمدي أبو المعاطي، نقيب التشكيليين السابق، قال إنه كرنفال ومعرض قومي للحركة التشكيلية، من شمال مصر وجنوبها، ويقدم الفن التشكيلي الذي يسهم فى الرقية بذوق المجتمع، ويقدم تجارب مميزة في أغلب الأعمال، وأغلب الشباب قدموا تجارب جادة، تؤكد أن الحركة التشكيلية بخير.
وأشار إلى أن فن النحت له حضور بشكل كبير وممتاز، وأغلب الأعمال من التصوير الزيتي «حصل على دور البطولة» نتيجة للون، ولاحظت تقلص الرسم والجرافيك هذا العام، ونتمنى تأكيد للمجال في المرات المقبلة.
يرى الناقد التشكيلي صلاح بيصار، أن المعرض العام له تاريخ كبير وفي الثمانينيات كان اسمه المعرض القومي، وكان مستواه عالٍ جدا، والدورة الحالية أفضل كثير من الدورات السابقة، التي لم تكن على المستوى، ونستطيع القول إن هذه الدورة خروج من عنق الزجاجة، ومستوى الأعمال المشاركة عال هذا العام، والتصور أنه سيعود إلى مستوى البدايات في العام المقبل.
بيصار: المعرض بوصلة الإبداع المصري.. النحت في المقدمة
وأضاف: «وألاحظ أن هناك حماس من الفنانين، وإقبال على المشاركة، والمعرض تشخيص مستوى الإبداع التشكيلي، في عام وهو بوصلة الإبداع المصري، النحت في مقدمة الأعمال، والتصوير النسجي ملفت للنظر، الجداريات مستواه متميز، والتصوير الضوئي جيد»
وعقب الدكتور أحمد صقر قومسيير الدورة: «المعرض العام مرآة الحركة التشكيلية في مصر، ويحمل عنوان (ذات مصر المعاصرة)، ويعد رصد لذاكرة الوطن خلال عام كامل، ويمكن من خلاله قراءة تطور هذه الحركة، واجتهدنا كثيرا في مراحل الإعداد للدورة الحالية للخروج بالثقافة المصرية والفن، ليعبر المبدعون عن ذاتيتهم، ولكن في الوقت نفسه يعبروا عن ذاتية الوطن».