الألعاب الإلكترونية خطر أم مفيدة للأطفال؟.. خبراء يجيبون
تضارب الدراسات حول تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال
لا تتوقف الدراسات التي تخرج بين الحين والآخر، وتكشف عن الوجه القبيح لإدمان الألعاب الإلكترونية خاصة على الأطفال والمراهقين، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت بعضها التي كشفت أن الألعاب الإلكترونية قد يكون لها إيجابيات.
من هذه الدراسات الحديثة التي أوضحت وجود جانب إيجابي للألعاب الإلكترونية، التي صدرت عن جامعة فيرمونت الأمريكية، على 1000 طفل، تم اختبارهم بعد أن مارسوا ألعابًا إلكترونية لمدة 21 ساعة أسبوعيًا.
دراسة: ألعاب الفيديو لها آثار سلبية على الصحة العقلية
وقالت الدراسة، إن هؤلاء الأطفال كان أداؤهم أفضل في الاختبارات من حيث القدرة على التحكم في السلوك وحفظ المعلومات مقارنة بالأطفال الذين لم يلعبوا أي ألعاب إلكترونية، وذلك بحسب موقع «سكاى نيوز عربية».
وتتضارب نتائج تلك الدارسة مع نتائج أخرى حديثة صادرة عن كلية الطب جامعة المنوفية، بالتعاون مع كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة قاسم بالسعودية، التي أكدت أن ألعاب الفيديو لها آثار سلبية على الصحة العقلية، بالإضافة إلى إشارة منظمة الصحة العالمية عام 2018، إلى أن إدمان الألعاب الإلكترونية يعتبر اضطراب، ويعرف باسم «icd-11».
«بالفعل قد تختلف نتائج دراسات تأثير الألعاب الإلكترونية فهو يتوقف على نوعية المحتوى الذي تقدمه الألعاب الألكترونية»، بهذه الكلمات علق الدكتور أسامة مصطفى، خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات لـ«الوطن»، على تضارب نتائج الدراسات، موضحا: «إذا كانت اللعبة تحتوي على العنف فالطبيعي أن يكتسب الطفل هذا السلوك، في الجانب الآخر إذا كانت لعب تعليمية فالنتيجة أن الطفل سيحصل على معلومات ومعرفة، وهكذا إن كانت لعب ذكاء كالشطرنج، فستنمي مهارة التخطيط لديه».
وأشار «مصطفى»، إلى أن هناك سببا آخر قد يؤدى إلى آثار سلبية للألعاب، وهي المدة التى يمارس فيها الطفل الألعاب الإلكترونية، قائلا: «ليس معنى هذا أن الألعاب التي يتعرض لها الطفل مفيدة، بأنه يمكنه الجلوس أمامها ولعبها لفترات طويلة لأن وقتها سيسبب له إدمان، وهذا يؤثر على تواصله مع البيئة المحيطة به»، مشددا على ضرورة مراقبة الوالدين لمحتوى الألعاب، وتحديد توقيت ومدة معينة لتعرض الطفل لتلك الألعاب.
أسباب اختلاف تأثير ألعاب الفيديو على الأطفال
في السياق ذاته، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن تأثير ألعاب الفيديو تختلف من طفل لآخر، وفقا للجينات الوراثية للطفل، وعلاقته بأسرته ومدى تقربهم منه، وشكل العلاقة بين الوالدين أمامه، موضحا: «كل ما كان الطفل بعيدا عن أسرته كل ما أصبح مدى التأثير السلبي لتلك الألعاب عليه أقوى، وأكثر مرحلة عمرية تأثرا بها هي التي تترواح بين 9 و14 عامًا، وقد يزيد تأثيرها على الفتيان بنسبة طفيفة عن تأثيرها علي الفتيات في هذه السن؛ إذ أنهم يكونوا أكثر ميولًا للعنف والتنمر».
وشدد «فرويز»، على ضرورة مراعاة الوالدين لعدة أمور، فيما يتعلق بالألعاب الإلكترونية، أهمها ضرورة احتواء الأسرة للطفل، وتعزيز ثقته بنفسه، وتنمية وعيه بشكل مستمر، بشأن الأخطار التي يمكن أن تكون محيطة بهم، وتطوير هوايتهم، وفهم ميولهم لتقييم كيفية التعامل معهم، مشيرا إلى أن «كل طفل يحتاج لطريقة توجيه وتربية مختلفة عن الآخر، حتى إن كان أخيه على سبيل المثال».