«هويدا» امرأة ستينية ضحت بسعادتها من أجل عائلتها: «نفسي في كشك»
تجلس السيدة «هويدا»، أو كما يلقبونها بـ«أم رامي»، في أحد شوارع مدينة بني سويف، وسط عدد من كراتين الحلويات وترابيزة خشبية صغيرة، تحاول توفير قوت يومها، والجميع في منطقتها يعلم حكايتها ويعتبرونها رمزًا للتضحية، إذ توفى والدها وهي وأخوتها أطفال، فرفضت الزواج وقررت أن تعمل على تربيتهم، حتى تزوجوا وأنجبوا، ومن شدة حبها لأطفالهم، لقبوها بـ«أم رامي»، وهو ابن شقيقتها.
رحلة كفاح «أم رامي» بعد وفاة والدها
في أحد الشوارع القريبة من موقف محيي الدين في مدينة بني سويف، رمز للتضحية والوفاء، تجلس السيدة هويدا لبيب سلامة، والتي تخطت الـ60 من عمرها لتبيع بضاعتها، بعد وفاة والدها تاركا أشقاء أطفال فقررت العمل منذ طفولتها وتربيتهم حتى زواجهم وزاج أبنائهم ورفضت الزواج لتبدأ رحلة كفاح، موضحة: «ربيت أخواتي وزوجتهم وشقيت عليهم ودلوقت بزوج أولادهم كمان، وقررت التضحية بنفسي من أجلهم بعد وفاة والدي وكنا في عمر الأطفال».
سبب تسمية «أم رامي»
وعلى الرغم من عدم زواج «هويدا» إلا أنهم لقبوها باسم «أم رامي»، نظرًا لأنها عملت على تربية أبناء شقيقتها وأكبرهم «رامي»، مضيفة: «بعد وفاة والدي منذ أكثر من 40 عامًا، بدأت بيع الفاكهة وربيت منها أشقائي، والحمد لله زوجتهم، وبربي ولادهم كمان، وبعدها عملت كُشك في موقف محي الدين، لكنبعد 15 سنة تم إزالته، وعدت لـ الفرشة في الشارع لبيع الحلويات وغيرها، إلا أنني أصبحت غير قادرة على الإنفاق منه على علاجي حيث أعاني من عدة أمراض، وبحاجة إلى كُشك استطيع منه الإنفاق على علاجي".
وتابعت: «والله زمان ياما اتقدملي عرسان كثير بس رفضت عشان أخواتي، ربنا يعنيهم، والله زوجت شقيقاتي، وياما رفضت مساعدات من ناس ولا عمري هنتظر من أحد يعطيني جنيه، لكن أنا عاوزة كُشك في مكان قريب مني، أنفق منه على نفسي وعلاجي».