سوهاج.. سيول وانهيارات صخرية وكوارث لا تنتهى
يخشى عدد كبير من أهالى محافظة سوهاج من تعرضهم لأخطار وكوارث قد تؤدى لانهيار منازل، وسقوط ضحايا، وإتلاف المحاصيل الزراعية، جراء السيول والانهيارات الصخرية، التى قد تشهدها المحافظة، بالتزامن مع موجة الصقيع التى تعصف بالبلاد حالياً، وتعتبر القرى التى تقع فى الجانب الشرقى من المحافظة الأكثر عرضة لخطر الطبيعة، ومنها قرية السلامونى، التابعة لمدينة أخميم، وتعتبر من أكثر القرى فقراً على مستوى الجمهورية، ويعيش بها أكثر من 25 ألف نسمة، تقع أغلب منازلهم تحت سفح الجبل مباشرة.
يشير أحمد على الشريف، إخصائى اجتماعى، أحد سكان المنطقة، إلى أن هناك معاناة شديدة، مصحوبة بقلق وخوف، للذين تقع منازلهم تحت الجبل، من تعرضهم إما لانهيارات صخرية تدمر منازلهم، أو سيول، كما حدث فى 1994، حيث دمرت السيول الكثير من المنازل، ويقول محمد هاشم، سكرتير مدرسة، إنه خلال فصل الشتاء، تنتاب الأهالى حالة من القلق والخوف بسبب احتمال حدوث سيول مدمرة، خاصة أن مخر السيل الذى تم تنفيذه، غير كافٍ لتصريف الكميات الهائلة من مياه الأمطار، وتشوبه العديد من العيوب الفنية.[FirstQuote]
وفى مركز دار السلام، أقصى جنوب شرق المحافظة، يعيش أهالى قرية «أولاد مازن» مأساة كل عام، لوقوع منازلهم تحت الجبل مباشرة، الأمر الذى يهدد حياتهم وزراعاتهم ومنازلهم، جراء السيول التى ذاقوا مرارتها عامى 1994 و1997، دون أن يتدخل المسئولون لحمايتهم، وإنشاء سدود لصد خطر الطبيعة، ويؤكد محمد زقالى، أحد أهالى المنطقة، أن السيول تسببت فى حدوث انهيارات صخرية، وشردت العديد من الأسر التى بنى أفرادها منازل أخرى مكان التى تهدمت، إذ لا يوجد مكان آخر يؤويهم غير حضن الجبل، فيما يشير عبدالرحمن محمود، سائق، إلى أن نجوع مازن أكثر المناطق عرضة لخطر الانهيارات الصخرية والسيول، ولم يتدخل أحد من المسئولين لإنشاء منازل بديلة، وانتشال الأهالى من خطر الموت الذى يحيط بهم فى كل لحظة، كأنها لا تراهم.
ويؤكد عطية بربرى، عضو مجلس شعب سابق، أن هناك عدة قرى بمركز دار السلام، مثل نجع سعيد، والبلابيش، والجلايلة، وأولاد يحيى، ونجع الدير، تقع جميعها فى واد جبلى، وهناك خطورة شديدة على حياة المواطنين بالمنطقة، خاصة أن السيول شردتهم عدة مرات، كما أن الانهيارات الصخرية التى حدثت 1994 دمرت معظم منازل قرية أولاد يحيى، وأتت السيول على باقى المنازل، ويشير إلى أنه لا بد أن تساهم الدولة فى توفير مساكن بديلة للأهالى، ونقلهم من الأماكن التى تقع بالقرب من الجبال.
وفى مدينة ساقلته شمال شرقى المحافظة، تقع قرى عرب بنى واصل، والحاجر، والجلاوية، وكلها معرضة لخطر السيول، ولم يقم المسئولون بالمحافظة بإنشاء سدود لحماية الأهالى، خاصة أن أكثر من 100 منزل تهدم جراء سيول العام الماضى. أما قريتا نزلة عمارة، وحاجر مشطا، غرب طهطا، فيخشى مسئولو المحافظة قبل سكان القريتين تكرار ما حدث العام الماضى، عندما أتت سيول جارفة على الأخضر واليابس، وأسقطت ضحايا ومصابين، ودمرت عدداً كبيراً من المنازل، وأغرقت عشرات الأفدنة، وكشفت عجز المسئولين عن مواجهة الكوارث.
من جانبه، أوضح المهندس علاء ياسين، سكرتير عام المحافظة، أن هناك لجنة عليا لإدارة الأزمات ومواجهة أى طوارئ قد تحدث، مؤكداً أن هناك خطة تم وضعها لمجابهة السيول فى 2015، بمعرفة الإدارة المركزية للرى، تتضمن توفير المعدات والآلات اللازمة وتحريكها وقت اللزوم، مشيراً فى الوقت ذاته إلى أنه تم عقد عدة اجتماعات مع رؤساء المدن والأحياء، وتشديد الإجراءات لمواجهة أى طوارئ قد تحدث، وأكد أن المحافظة بعيدة عن خطر الانهيارات الصخرية الجبلية.
ملف خاص:
أسوان.. معاناة عند «سفح» الجبال
الغردقة.. «دويقة جديدة»
«سيناء».. السيول تهدد «العريش».. و«سانت كاترين» تواجه خطر «العزلة»
القليوبية.. منازل وآلاف البشر يعيشون تحت «خطوط الضغط العالى»
الفيوم.. انتظار «الغرق» على ضفاف بحيرة «قارون»
الأقصر.. «الطود» مأساة متكررة مع انهيار المنازل
قنا.. «غلابة» تهاجمهم الذئاب ويحاصرهم الفقر