«سيناء».. السيول تهدد «العريش».. و«سانت كاترين» تواجه خطر «العزلة»
ترقب وفزع يسيطران على سكان العريش، فى نفس التوقيت من كل عام، انتظاراً لما سيسفر عنه غضب الطبيعة وتحديداً ظاهرة السيول، وعلى الرغم من بدء الحكومة فى تنفيذ خطة عمل لمواجهة تلك الظاهرة بإنشاء مجرى للوادى بطول 10 كيلومترات، عليها 5 كبارى، تربط غرب وسط العريش بشمالها المؤدى إلى الضاحية وطريق الشيخ زويد رفح وموقف السيارات والطريق الآخر المؤدى إلى جنوب مدينة العريش، فإن تقاعسها عن إزالة التعديات من مخرات السيل يهدد بغرق مناطق وسط سيناء، بالمزرعة، جنوب العريش حتى البحر الأبيض، وتحديداً عزب مليم، والمزرعة، وأبى صقل.
اعتادت الطبيعة الجبلية التآمر على سكان سيناء من آن لآخر، تفصل حوادثها عقود من الزمن، فرغم هدوء الطبيعة لمدة تزيد على 90 سنة بعد جرف السيول لمدينة العريش التى لم تكن مأهولة بالسكان كما هو الحال الراهن، فإن عام 2009 شهد عودة غضب الطبيعة التى جمعت مياه الأمطار من 3 محاور رئيسية، سد الروافع، وسيل جبال النقب، وجبال وسط سيناء، لتعاود السيول مهاجمة المدينة بعد 9 عقود كاملة، لتطيح بكل ما يقابلها لمسافة زادت على 70 كيلومتراً، فأغرقت معظم الأماكن القريبة من مجرى الوادى الواصل من وسط سيناء، مارة بالمزرعة جنوب العريش حتى البحر الأبيض المتوسط.
أهالى العريش أكدوا أن السوق التجارية التى شيدها الباعة الجائلون على مجرى الوادى والبنايات غير المرخصة، والزراعات بوسط طريق الوادى هى التى حجبت السيول عن السير فى مجراها المرسوم عام 2009، لتغير مسارها فتغرق «عزبة مليم، المزرعة، أبى صقل، ومستشفى العريش»، وهو ما دفع الحكومة إلى إخلاء مخر السيل من الباعة والزراعات والبنايات غير المرخصة، والمنشآت العشوائية التى أعاقت السيل عن السير فى مجراه وصولاً إلى البحر قادماً من مناطق وسط سيناء.
من جهته، أكد اللواء السيد عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، أنه تم وضع خطة لمواجهة السيول بالمحافظة وقت حدوثها، حيث تم تخطيط سيناريو عملى لعناصر الخطة وتحديد الدور المنوط بكل جهة، مؤكداً أن كل المديريات المعنية أنهت استعدادها لمواجهة السيول المحتملة من خلال وضع الإمكانيات المتاحة والمعدات المطلوبة للوصول إلى أعلى معدل للتنفيذ حال حدوث الظاهرة خلال عام 2014، وقال إن غرفة العمليات الرئيسية.
وقال إنه تم تجهيز عدد من سيارات الإسعاف فى عدة مناطق لتكون جاهزة، ورفع حالة الطوارئ فى المستشفيات والعمل على رفع كفاءة الخدمات الطبية إضافة إلى توفير المواد والسلع الغذائية والمواد البترولية التى تكفى احتياجات المواطنين وتجهيز مركز خيام لإيواء المتضررين.
وفى سياق تصل يزداد الخوف والقلق من شبح السيول فى جنوب سيناء مع بداية موسم الشتاء، وتثار التساؤلات حول خطة الحكومة لمواجهة الظاهرة التى كشفت عجزها إثر اجتياح السيول لمدينة طابا الشتاء الماضى، وتدميرها شبكة الطرق المرصوفة حديثاً، وعزلها المدينة عن العالم، مما منع سيارات الإسعاف من الحركة، ولم يجد البدو مغيثاً ولا منقذاً لهم من السيول التى جرفت وديان المراخ وطوبيا ووادى طابا والمراشى بكل ما فيها من منازل وعشش، وتركتهم فى العراء. ورغم التصريحات الحكومية حول التحركات الحثيثة لمواجهة خطر الظاهرة فإن الواقع يؤكد وجود تقاعس ينذر بغرق العديد من المناطق فى جنوب سيناء من بينها وادى الأربعين بكاترين ووادى تيرانو بمنطقة الرويسات.
رمضان أحمد الجبالى، من أهالى مدينة سانت كاترين، أكد أن وادى الأربعين بكاترين من أخطر مخرات السيول بالمدينة، معللاً بأن السيول بهذا الوادى تضرب المدينة مباشرة، وهناك ما يزيد على 30 منزلاً فى مخرات هذه السيول وفى أماكن غير مرتفعة تم بناؤها حديثاً، مشيراً إلى أنه لا يوجد سوى سد إعاقة واحد فقط، وفى حالة حدوث السيول سوف يملأ السيل الأول السد، والسيل الثانى سوف يتعدى السد، وفى حالة تجمع كميات ضخمة من مياه السيل لن يستطيع السد أن يقف أمامها، بل ستكون قادرة على اقتلاع السد من جذوره، وأضاف الجبالى أن هناك أماكن أخرى لمخرات السيول بمدينة سانت كاترين، ومنها وادى الدير ومنطقة التفاحة الكويز، ووادى شريج، ووادى الراحة، ومنطقة اللوجر ومنطقة الوادى.
ويُعد وادى وتير بمدينة نويبع من أكبر أحواض التصريف التى تصب فى خليج العقبة، ويتكون من التقاء 19 رافداً، وفى حالة حدوث سيول يتم غلق طريق الأوسط وعزل نويبع وطابا عن باقى مدن المحافظة، فيما تمثل منطقة «الرويسات» العشوائية التابعة لمدينة شرم الشيخ قضية مهمة للغاية، لوجود منازلها بالقرب من الضغط العالى للكهرباء، وفى مجرى السيل، بجانب افتراش الأرض بالأسلاك الكهربائية والتى قام القاطنون بالعشوائية بتوصيلها، ما ينذر بكارثة فى حالة حدوث سيول بالمنطقة.
ملف خاص:
أسوان.. معاناة عند «سفح» الجبال
الغردقة.. «دويقة جديدة»
سوهاج.. سيول وانهيارات صخرية وكوارث لا تنتهى
القليوبية.. منازل وآلاف البشر يعيشون تحت «خطوط الضغط العالى»
الفيوم.. انتظار «الغرق» على ضفاف بحيرة «قارون»
الأقصر.. «الطود» مأساة متكررة مع انهيار المنازل
قنا.. «غلابة» تهاجمهم الذئاب ويحاصرهم الفقر