دراسة أمريكية: العلاج الكيميائي للسرطان قد ينقل المرض للأجيال القادمة
العلاج الكيماوي للسرطان
كشفت دراسة أمريكية نشرت بمجلة iScience أن التداوي بعقار Ifosfamide الكيميائي الشائع في محاربة السرطان، قد يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان لدى أطفال وأحفاد الناجين، رغم إدراج هذا العقار من قبل منظمة الصحة العالمية كأحد الأدوية الأساسية لعلاج السرطان منذ أواخر الثمانينيات.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن العلاج الكيميائي وعلاجات السرطان الأخرى يمكن أن تزيد من خطر إصابة المرضى بالأورام في وقت لاحق من الحياة، لكن الدراسة الأخيرة المتعلقة بعقار Ifosfamide، واحدة من أولى الدراسات التي تشير إلى أن الخطر يمكن أن ينتقل إلى الأطفال.
الدراسة طبقت على الفئران
وطبقت الدراسة على الفئران إذ جرى إعطائها جرعة من إفوسفاميد مدة 3 أيام مثل الجرعة البشرية، وسبب لها تغيرات جينية ضارة انتقلت إلى جيلين على الأقل، وكان النسل والأحفاد أكثر عرضة للإصابة بالأورام السرطانية والحميدة، فضلاً عن زيادة مخاطر الإصابة بأمراض الكلى والتناسلية والمشاكل السلوكية والتعليمية وتأخر سن البلوغ، بحسب ما جاء في dailymail.
وقال المؤلف الرئيس للدراسة الدكتور «مايكل سكينر»، عالم الأحياء في جامعة واشنطن: «من المدهش أن يكون هناك خطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي لدى كل من الذكور والإناث»، مضيفًا «رأينا آثارًا أكبر في أمراض الخصيتين والبروستاتا، وأورام حميد النمو، في بعض الأحيان يمكن أن تتحول إلى خبيثة ويكون السرطان هو المنتج النهائي».
«سكينر»: لا نريد أن يتأخر المصابين عن العلاج الكيميائي
وأوضح المؤلف الرئيس للدراسة أنه لا يريد أن يتأخر المصابين بالمرض عن العلاج الكيميائي لأنه يمكن أن يعالج السرطان تمامًا فقد كان منقذًا لعدد لا يحصى من الأمريكيين، إلا أنه يؤكد على أنه يؤذي الخلايا الجرثومية بشكل أساسي لأجيال قادمة.
وأطلق فريق من جامعة ولاية واشنطن دراسة متابعة شملت شبانًا لتأكيد النتائج على البشر، إذ يعمل الدكتور سكينر وزملاؤه في معهد سياتل لبحوث الأطفال حاليًا على دراسة بشرية مع مرضى سرطان مراهقين سابقين، لمعرفة المزيد عن تأثيرات العلاج الكيماوي على الخصوبة وقابلية الإصابة بالأمراض في وقت لاحق من الحياة، إذ يتوقع أن تظهر النتائج عند البشر أيضًا، قائلاً: «العلاج الكيميائي بحكم التعريف هو عامل سام يهاجم الخلايا سريعة الانقسام بشكل متكرر أكثر من الخلايا غير المنقسمة».
طرق لتفادي انتقال المرض للأجيال القادمة
ونصح العلماء الرجال والنساء الذين يخططون لإنجاب الأطفال بتجميد الحيوانات المنوية أو البويضات قبل تلقي العلاج الكيميائي، لكونه يعمل على اصطياد الخلايا السرطانية سريعة النمو وقتلها، لكنه غالبًا ما يهاجم الخلايا السليمة عن طريق الخطأ أثناء مرورها عبر الجسم، بما في ذلك الجهاز التناسلي، ويعتقد باحثو جامعة WSU أن العلاج الكيميائي قد يتسبب في تلف خلايا الحيوانات المنوية التي تنتقل إلى الأطفال، حيث تحمل خلايا الحيوانات المنوية والبويضات علامات وراثية تُعرف بـ«علم التخلق» والتي تحدد كيفية نمو الخلايا التناسلية للطفل.